أكّد رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "أجواء دول الاجتماع الخماسي من مصر إلى السّعوديّة وقطر وفرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة، تشير إلى أنّه جاء الوقت للانتقال إلى مرشّح ثالث، بعد مرور سنة على غياب الانتخابات الرئاسية، وتجربة الأفرقاء المعنيّين حظّهم في مرشّح أو أكثر".
وأشار، في حديث إلى صحيفة "النّهار"، إلى أنّ "الفريق المؤيّد لرئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية قد وضع كلّ ثقله في جلسة 14 حزيران الماضي مع 51 صوتًا، في مقابل حيازة الفريق المؤيّد للوزير السّابق جهاد أزعور 59 صوتًا"، لافتًا إلى أنّ "هذه اللّعبة أعطت بهذا الشّكل ما يمكن أن تعطيه، ما أشار إلى أنّ الوقت حان للانتقال إلى مرشّح ثالث بالإمكان أن يخرق من خلال بعض الاتصالات الّتي يمكن القيام بها مع بعض الأفرقاء، للوصول إلى اسم من شأنه أن يشكّل نوعًا من تفاهم حوله بين أكثريّة الأفرقاء لانتخابه رئيسًا للجمهوريّة".
وأوضح جعجع أنّ "هذا ما جعلني أقول إنّ ثمّة مُستجدًّا من شأنه تحريك الأوضاع إيجابًا، لكن ما حصل أنّ فريق "الممانعة" رفض هذا الطّرح بشكل تام"، مبيّنًا "أنّنا قد لاحظنا تصريحًا لأحد وزراء "الممانعة"، الّذي أشار إلى بداية الاتجاه نحو مرحلة ثالثة عنوانها انتخابات رئاسيّة بين سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، وكأنّ هذا المحور ليس معنيًّا بانتهاء المرحلة الأولى، وأنّ المعارضة وحدها معنيّة؛ علمًا أنّنا بالتّأكيد لسنا بمعنيّين إذا لم يكونوا من المعنيين أيضًا".
وركّز على أنّ "بيت القصيد يكمن في أنّ ما حصل كشف مدى غشّ فريق "الممانعة" وكذبه، بعد مرور سنة على دعوته إلى انعقاد الحوار الّذي كان بمثابة طرح عام وغامض في المرحلة الأولى، قبل أن يتحوّل في المرحلة الثّانية إلى ضرورة التّحاور حول رئاسة الجمهورية. وعندما وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وأشار إلى انتهاء المرحلة الحاليّة وضرورة البحث عن مرشّح ثالث، قامت قيامة محور الممانعة".
كما بيّن أنّ "تاليًا، للأسف لا نزال في النّقطة ذاتها، لأنّ فريق "الممانعة" رفض التّخلّي عن ترشيح فرنجيّة ولا يملك القوّة لإيصاله في الوقت نفسه"، مشدّدًا على أنّ "كلّ ما سمعناه في الطّرح الملهاة المُسمّى الحوار، بات معلومًا أنّ محور "الممانعة" يقصد فيه مجرّد ربح الوقت وسحب البساط من اللّجنة الخماسيّة، الّتي كانت تسعى للتوصل فعلياً إلى مبادرة لها علاقة بالتحاور، لكن محور "الممانعة" أفشلها مرّة إضافية". وأفاد بأنّ "بذلك، جرت العودة إلى نقطة الانطلاق، نتيجة تمسّك محور "الممانعة" بمرشّحه، وغياب القدرة على إيصاله نتيجة رفضه البحث في أيّ مرشّح ثالث".
وذكّر جعجع بـ"أنّنا لم نترك مناسبةً إلّا وحاولنا من خلالها التّوصّل إلى طريقة لإجراء الانتخابات الرّئاسيّة، مع محاولة أخيرة تمثّلت في الانتقال من النّائب ميشال معوض إلى جهاد أزعور. ولم نتصرّف في الطّريقة ذاتها الّتي اعتمدها محور "الممانعة" في الإبقاء على مرشّح أوحد، بل اخترنا مرشّحًا آخر هو أزعور، الّذي استطاع حيازة 59 صوتًا، وسنحاول الاستمرار في مراكمة الأصوات له خصوصًا على مستوى 20 نائبًا إضافيًّا يقفون في المنتصف؛ حتّى يحظى ما يقارب 65 صوتًا".
واعتبر أنّ "هذا الشّيء الوحيد الّذي في الإمكان فعله، بعيدًا عن مسايرة محور "الممانعة" في تبني مرشحه أو الاستمرار في لعبة المراوحة"، مؤكّدًا أنّ "من الضروري أن يساعدنا النّواب الّذين وقفوا في المنتصف المرّة الماضية، للخروج من حال التّعطيل، لأنّه لا حلّ سوى جهاد أزعور أو سليمان فرنجيّة، ولا وجود لحلّ ثالث لأنّ "الممانعة" رفضت البحث في حلّ ثالث".