لفت وزير الاقتصاد والتّجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، بعد لقائه مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، إلى "أنّنا نريد أن نبارك لدريان على التّمديد في ولايته، وهو اليوم ركيزة وصمّام أمان لهذه الطّائفة وللوطن وللجميع، ووجوده وحكمته وخبرته تقوّينا"، مركّزًا على "أنّنا نحتاج إليها في هذه المرحلة الصّعبة ونحن معه، ونستنير برأيه وحكمته بكثير من الأمور الّتي نواجهها كوزراء أو سياسيّين في سدّة المسؤوليّة، كما الكثير يعرف أنّ البلد يمرّ في ظروف صعبة وتحدّيات كثيرة".
وحيّا "جهوده الكبيرة والوطنيّة اتجاه موضوع انتخاب رئيس الجمهوريّة، وهو لم يأل جهدًا بتأكيد ثوابته الوطنيّة ودعم نوّاب الطّائفة السّنيّة أيضًا، الّذين بدورهم لا يتأخّرون عن القيام في إتمام الاستحقاق الوطني"، مشيرًا إلى "أنّنا جميعًا نأمل اليوم بحصول انتخاب سريع لرئيس الجمهوريّة، وألّا يكون هناك شغور في مراكز أساسيّة، وعلينا جميعًا الإسراع بانتخاب رئيس لتحقيق كلّ القوانين الإصلاحيّة".
وعمّا إذا كان الوضع الاقتصادي بخير، أكّد سلام "أنّنا عوّدنا النّاس على الصّراحة، والأمور ليست بخير، فالجميع يعلم أنّ القطاع الخاص جيّد وهناك حركة في البلد، لكن لا يمكن القول إنّ الاقتصاد بخير، لأنّ القطاع العام الّذي يمثّل ما يمثّل من قوى عاملة وإدارة في البلد مشلولة ومنهارة، فموظّف القطاع العام بوضع لا يُحسد عليه؛ والقطاع المصرفي مشلول أيضًا".
وأوضح أنّه "لا يمكن الكلام عن تحسّن الاقتصاد أو أنّه بخير، قبل أن تكون هناك حركة جدّيّة بإقرار القوانين المطلوبة، بغضّ النّظر عن مسار صندوق النقد الدولي. فهناك قوانين إصلاحيّة مطلوبة، والقطاع المصرفي يجب أن يتحرّك، وقبل هذه المرحلة نحن في محور الخطر فلا يوجد تحسّن".
وشدّد على "أنّنا اليوم نواجه مشاكل ولا تقدّم أو تحسّن أو انفراجات قبل القيام بالإصلاحات وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية وتحديدًا موضوع المصارف، فلا يمكن إدارة اقتصاد البلد من دون المصارف"، مبيّنًا "أنّنا إذا استمرّينا على المسار نفسه من دون خطوات إصلاحيّة وتفعيل الإدارات والمواقع الدّستوريّة المطلوبة، فطبعًا يمكن الذّهاب للأسوأ".
وعن الكلام عن رفع الدّعم عن ربطة الخبز، أعلن أنّ "هذه الأخبار مضلّلة، وهناك ناس تحب أن تخلق نوعًا من التّوتّر في البلد، فلا يوجد رفع دعم لا من سنة ولا اليوم، وقرض البنك الدولي مستمرّ والقمح ما زال يصل إلى لبنان"، لافتًا إلى أنّ "سعر ربطة الخبز بتقارير صدرت أرخص ربطة اليوم في الدّول العربيّة والشّرق الأوسط، فنريد المحافظة عليها وأن نطيل مدى هذا القرض، والعمل على أقل ما يمكن أن نؤمّن للنّاس خبزهم".
من جهته، ذكر النّائب محمد سليمان، بعد لقائه دريان، على رأس وفد من العشائر العربيّة من المناطق اللّبنانيّة، "أنّنا باركنا له بالتّمديد وتجديد الثّقة من المجلس الشرعي بالإجماع، وهذا دليل على حكمة المفتي ووعيه في المراحل السّابقة والقادمة بإذن الله. وهو دائمًا حريص على وحدة هذا البلد، وعلى وحدة المسلمين والطّوائف كافّة، وأيضًا على انتظام المؤسّسات في هذا البلد".
وأكّد أنّ "البدء بانتخاب رئيس جمهوريّة يحظى بتوافق الجميع والتّعاون مع اخواننا وأشقّائنا العرب، ونحن أيضًا شكرنا دريان على الجهد الّذي يبذله دائمًا في نبذ الفتن والحفاظ على السلم الأهلي في كلّ المناطق خصوصًا في خلدة، وحرصه على عدم الانجرار لأيّ فتنة في كلّ المناطق اللّبنانيّة". وتمنّى لدريان "التّوفيق في مهامه، وحمل الأمانة الكبيرة في هذه الظّروف الصّعبة. حمى الله لبنان من جميع الفتن".