مهما بلغ شأن التطور التكنولوجي وعلا... وبِغض النظر عما ستؤول إليه الأمور في مجالات الذكاء الاصطناعي، وفي عز عصر الـ"تشات جي–بي–تي"، فإن أي تطور تكنولوجي... لن يُغني عن الحاجة التربوية إلى ترسيخ الخلق السليم، وتعزيز القيم في نفوس جيل اليوم!...
وكذلك ثمة حاجة أيضا إلى تنمية المهارات الفنية – الاجتماعية لدى المتعلمين، وبخاصة في لبنان، إضافة إلى إيجاد توليفة تجمع بين ضرورات "التقوقع" التكنولوجي، ومتطلبات الحياة الاجتماعية والتواصل البشري المُثمر!...
وعليه، فإن ما يحتاج إليه المتعلمون اللبنانيون اليوم، وأكثر من أي وقت مضى... إنما يكمن في تعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية لديهم، توازيا مع تعزيز إمكانات التواصل اللغوي السليم والقائم على الوعي وحس المسؤولية!.
إنها دعائم ارتكز عليها "نادي التّواصُل والوَعي"، وحوّلَها إلى أهداف تربوية يسعى إليها، من خلال خارطة طريق لتطوير مهارات المتعلمين التواصُلية ومواهبهم الفنية، ومساعدتهم في تعزيز علاقاتهم الاجتماعية، ما يحضرهُم ليكونوا "قادة الغد".
و"نادي التّواصُل والوَعي" هو برنامج أنشطة نظمتها "جائزة الأكاديمية العربية"، يهدف أيضا إِلى تمكين متعلمي الصفوف الثانوية، في مجالات التعبيرين: الشفهي والكتابي، في شكل سليم وإيجابي–بنّاء.
إحتياجات تربوية
يمكن تلخيص أبرز الاحتياجات التربوية للمتعلمين، وبحسب نوعها، على الشكل الآتي:
*إكتشاف المواهب الذاتية، التي وهبنا إياها الله، وتوازيا، لحظ المواهب البارزة لدى الأتراب والأصدقاء ورفقاء الصف الواحد. (مهارة ذاتيّة / إِجتماعيّة).
*تعزيز الثّقة بالنَّفس (مهارة ذاتيّة).
*تعزيز المواهب الفنية، كما والتعبيرية، وفي شكل عام (ذاتيّة).
*إدراك أهمية أن نتشارك في الأفراح والمناسبات، سواء أكانت سعيدة أم حزينة، وأن نتقبل الآخر كما هو، ونسعى إِلى الخير دوما... (اجتماعية).
*التمرس في تحمل المسؤولية، وتعزيز روح القيادة والمشاركة على حد سواء (ذاتيّة / اجتماعية).
*إدراك أهمية الانتماء إلى المدرسة والحياة المشتركة، وأهمية التعاون والعمل الفريقي لتحقيق الأهداف النبيلة (اجتماعية).
*إدراك مسؤلوية الفرد في نشر الوعي في مجتمعه، واستخدام أفضل الوسائل المتاحة (حل المعضلات)، والركون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والاستخدام الإيجابي والبناء للتكنولوجيا (ذاتية / اجتماعية).
*إدراك أهمية الخير، والجمال وتقدير الفن واكتشاف مواهب الله فينا، وأهمية الفن في حياة الإنسان كما وفي رقي المجتمعات والشعوب (فنية/خلقية)...
*تداخل المواد التعليمية وغير التعليمية في أنشطة محفزة تعزز المكتسبات التعلمية وتجسدها في التواصل مع الآخر، كما وفي مهارات التحليل والتفكر الدائم وحل المعضلات (Problem Solving)
*كتابة مواضيع تواصلية ونتاجات فنية–إبداعية... (مهارات تعلمية لغوية)...
التمرس في المسؤولية
في شكل متوازن، يحتاج المتعلم إلى أن يعي، أن ثمة مسؤولية ينبغي أن يتحملها، تجاه مَدرسته، وهي تتجلى في مؤلفات له تُغذي المكتبة.
ولا يتم ذلك إلا بعد حصول المتعلم على التدريب المناسب، المُخوِّل له أن يلامس الإبداع الفكري والفني، أو أن يسعى إليه!...
كما وعليه المساهمة في إغناء المناخ الفكري في مدرسته من خلال المشاركة في تنظيم المحاضرات والحفلات المدرسية في المناسبات... وإن مردود كل ما أشير إليه، يتجلى في تعزيز انتساب المتعلم إلى مدرسته، والتمسك بقيمها وبالفضائل المكتسبة من خلالها... كما ويكتشف المتعلم مواهبه، في إطار من الأنشطة الغنية والمتعددة... ذات الطابع الفني–الإبداعي أو التواصلي.