أشارت وزيرة الدّولة لشؤون التّعاون الدّولي في الإمارات، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، إلى أنّ "الإمارات اختارت أن يكون هذا العام عام الاستدامة، تحت شعار "اليوم للغد"، إدراكًا منها بالمسؤوليّات تجاه أجيال الحاضر والمستقبل الّتي تستحقّ العيش في بيئات آمنة ومزدهرة، وتكريمًا للأجيال السّابقة الّتي لم تألُ جهدًا للنّهوض بالأمم وتنميتها؛ وحرصًا على صون كوكب الأرض بما يحتويه من موارد وحضارات عريقة".
وأكّدت، خلال إلقائها بيان الإمارات في المناقشة العامّة للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في دورتها الثّامنة والسّبعين، "أهميّة هذا النّهج في خضمّ المعارك الوجوديّة الّتي يخوضها العالم اليوم، سواء من حيث مجابهة النّزاعات المسلّحة، التغير المناخي، وموجات التطرف والعنصرية وخطاب الكراهية الّتي تجتاح العالم".
ولفتت الهاشمي إلى أنّ "معالجة هذه التّحدّيات أصبحت ممكنة في وقتنا الحاضر أكثر من أيّ وقت مضى، خاصّةً مع وصولنا إلى أعلى درجات التّطوّر، فنحن نمتلك التّكنولوجيا المتقدّمة لإيجاد حلول مبتكرة للتّحدّيات المعقّدة"، مركّزةً على "أهميّة الحفاظ على نظام دولي قائم على احترام سيادة الدّول واستقلالها وسلامة أراضيها".
وشدّدت على أنّ "اللّجوء للقوّة بدلًا عن الحلول السّياسيّة، وتقسيم العالم بمنطق "مع وضد"، لن ينجم عنه إلّا المزيد من الفوضى، وبعثرة الجهود الدّبلوماسيّة"، مؤكّدةً "ضرورة احترام الاختلاف والتّنوّع السّياسي والتّنموي".
كما بيّنت أنّ "المسار السّلمي، هو السّبيل الأمثل للتّعامل مع الأزمات"، مشيرةً إلى أنّ "قوّة السّلاح والخطاب المتطرّف قد مزّقا منطقتنا، ونحن لا نألو جهدًا لخفض التّصعيد والدّعوة إلى تغليب الحوار والدّبلوماسيّة لحلّ الخلافات، وفي الوقت ذاته، نتوجّه نحو تعزيز التّرابط الاقتصادي بين دول المنطقة، كأداة لخلق واقع جديد من التّكامل؛ من شأنه إحلال الاستقرار والازدهار الإقليميَّين".
وعن قضيّة الجزر الثّلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، جزمت الهاشمي أنّه "مهما طالت هذه القضيّة، سيظلّ حقّنا المشروع في هذه الجزر قائمًا، ولن يُبطل الوقت سيادتنا عليها، أو يوقفنا عن المطالبة بحلّها إمّا من خلال التّفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية، وهذا موقف دولة الإمارات الثّابت منذ عقود".
وأوضحت أنّ "بالنّسبة لمشكلة ندرة المياه حول العالم، تبذل الإمارات جهودًا كبيرةً من أجل إيجاد نماذج جديدة من التّعاون الدولي في مجال المياه، وجعل هذه المسألة في صدارة أولويّات العمل متعدّد الأطراف"، مضيفةً أنّ "إدراكًا لذلك، تسعى بلادي عبر العمل مع الشّركاء الدّوليّين، إلى التّوصّل لحلول فعّالة لمعالجة هذه المشكلة".