من سخرية القدر ما انتجته الانتخابات النيابية في العام 2022 مجموعة من النائبات، من بينهن غاده أيّوب، التي ترشّحت على لائحة "القوات اللبنانية" في دائرة صيدا-جزين. فهي صدقت نفسها انها جاءت بإرادة القاعدة، وليس بفضل غباء "التيار الوطني الحر" في هذه الدائرة التي شرذمته الخلافات "البلا طعمه" والحزازات، وخصوصا بين زياد اسود الحاد الذي "لم يترك للصلح مطرحا". والذي كان سببا في استعار الخلاف مع احد طرفي "الثنائي الشيعي"، "حركة أمل"، واسلوبه بالتعاطي مع الشارع السني في صيدا ورموزه. عدا عن "حرب الاخوة" مع المرشح امل ابو زيد.

يجب على النائب أيوب أن تعترف أن لا شهادة الدكتوراه التي تحمل، ولا تأييد القوات اللبنانية لها، كانا سببا في فوزها. هي الصدفة التي جاءت بها، وعلاقتها -وهي الأستاذة الجامعية- مع السيدة بهية الحريري، حتى خيّل للعديد في بعض الأوقات انها ناشطة في "تيار المستقبل". سعادة النائب مثّلت رئيس حزبها الدكتور سمير جعجع في القداس الاحتفالي والقت خطبة عصماء ذكرتنا بـ"زياد بن ابيه" الذي كان يتعمد "المرجلة" على خصومه. وهي اتهمت آلاف الجزّينيين بوطنيّتهم، ولبنانيّتهم، ومسيحيّتهم، واعتبرتهم "خرافا ضالة" عادوا إلى "حظيرة الحكيم". ولا أخالها وهي الأستاذة الجامعية "الشاطرة" تجهل أن تفرّق خصومها هو الذي حملها إلى الندوة البرلمانيّة مع زميلها سعيد الاسمر. أجل ان "غباء" التيار هي سبب سعادتها، والحريّ بها أن تشكر الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل اللذين لم يتمكنا من ضبط اللعبة في جزين، فتسللت هي وزميلها "اسمر اسمراني" عبر الثقوب والفجوات، واصبحا بين ليلة وضحاها نائبين عن منطقة كان ولا يزال اللون المفضل لشريحة كبيرة من ناخبيها، هو اللون "البرتقالي". وقد سمعناها "تقدّ وتهدّ" و"تتوعد وتتهدّد". وتصول وتجول، وكأنّ ثمة من يدعمها ويوجّهها لتكبير حجمها، وفرض حضورها لزيادة حجم التوتر، وتحدّي الشيعة في عقر دارهم. من شاهد غادة ايوب تتكلم في ذكرى الاحتفال السنوي الذي تحييه "القوات اللبنانية" على نيّة شهداء شهدائها ومعوّقيها ومصابيها، قال"يا رب تنجينا" لكنها في حقيقة الأمر لا يعدو كونها "قنبلة صوتيّة" لها الدويّ الكبير أمّا الفاعليّة فشبه معدومة، لاسيما عندما تخلط الأوراق على رقعة " الشطرنج " الانتخابي في الاستحقاق المقبل، اللهم اذا واصل "هبل التيار" طريقه على هذا المنوال في الانتحار الذاتي.

في نهاية المطاف ليست هي المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذا "التابلوه"، فكثيرون من "أصحاب العقول قدّموا "الطاعة" لاصحاب الحظوظ" ومنهم الدكتوره غاده الآملة بتأكيد عودتها إلى ساحة النجمة في بيروت عبر استمرار الخلافات بين تياريي جزّين، ولكن هذه المرة أحضان "الست" لن تكون جاهزة للاخذ بيدها.