في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس ​حزب الكتائب اللبنانية​ ​سامي الجميل​ والموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم تكن العلاقات على ما يُرام، حتى أن بعض العارفين بتفاصيل الاجتماع تحدثوا عن أن الموفد الفرنسي كاد يغادر اللقاء في منتصفه بعد هجوم الجميّل عليه وعلى مبادرته، على اعتبار أن فرنسا تقف الى جانب الممانعة ومرشحها الرئاسي.

عندما يُسأل الجميل عمّا يُريد وحزبه لا يجد السائل إجابة واضحة، فرئيس الكتائب يُحاضر بشكل دائم بما لا يُريده أي انتخاب مرشح يكون حزب الله راضياً عنه، فلا يهم الكتائب إسم المرشح ولا مشروعه ولا جدول أعماله ولا قدرته على انتشال البلد ولا تمكنه من جمع اللبنانيين حول طاولة تشاور وحوار، بل المهمّ ألا يكون قريباً وحليفاً لحزب الله.

عندما حضر الموفد الأمني القطري الى لبنان، وهو الذي حضر لتأمين أرضية صالحة لزيارة وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي، لم يلتق سوى بالثنائي المسيحي ​القوات اللبنانية​ والتيار الوطني الحر، وذلك لعلمه بأن بقية الأفرقاء المسيحيين غير مؤثرين في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما أغضب هؤلاء ومن ضمنهم الكتائب اللبنانية التي سعت في مرحلة من المراحل الى ترؤس المعارضة، وهو ما أفشلته القوات اللبنانية نفسها، حليفة الكتائب.

ينادي حزب الكتائب بالديمقراطية واحترام القواعد الدستورية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكنه في المقابل يعجز عن تطبيق هذه الشعارات فيما يخصّ استحقاقاته الداخليّة، فبعد شغور مركز رئيس إقليم جبيل في حزب الكتائب، لم يلجأ الى قواعد التعيين المعمول بها داخلياً، فبحسب مصادر متابعة فإن شغورا كهذا يُصار عادة الى ملئه من قبل المكتب السياسي الكتائبي وفق النظام الداخلي المعمول به بعد اقتراح التعيين من قبل الأمين العام، ولكن في ظل عجز الأمانة العامة للحزب عبر أمينها العام ​سيرج داغر​ على إيصال مرشحها، نظراً لرفضه من قبل أبناء المنطقة، لجأت إلى خلق عرف جديد تحت مسمى "المشورة" وهو أمر يُخالف النظام الداخلي الحالي، وهو ما أثار حفيظة الكتائبيين الذين باتوا يشعرون بأن الحزب عاد مكاناً "خاصاً" لفئة واحدة تسيطر على التعيينات والقرارات فيه.

وتضيف المصادر عبر "النشرة": "المشورة تتم عبر دعوة الكتائبيين، أعضاء اللجنة التنفيذية للإقليم، ورؤساء الأقسام ومن يرغب من "الرفاق" في إقليم جبيل، للاجتماع لتزكية التعيين حيث يتنافس على المقعد أربعة مرشحين هم طوني كرم، رفيق فغالي، جورج حداد وحليم الحاج المحسوب على الأمين العام سيرج داغر، والذي تُخاض لأجله كل هذه الرحلة"، حيث تكشف المصادر أن مساعدة داغر مقرّبة جداً من حليم وتساهم في التسويق له ليكون رئيس إقليم جبيل الجديد، مشيرة الى أنّ مقاطع صوتية تنتشر عبر "الواتس أب" ومن ضمنها لفادي الجميّل للضغط على الكتائبيين من أجل التصويت لحليم خلال المشورة التي ستتم يوم الجمعة المقبل.

كثيرة هي أزمات حزب الكتائب التي تحتاج الى سعي دؤوب لتخطّيها، منها ما ينطلق من الدور الوطني الكتائبي، ومنها ما يصل الى داخل البيت الداخلي الكتائبي!.