تُشير بعض الدراسات والأبحاث العلمية الى أن سرطان الثدي يؤدّي الى وفاة ما يزيد عن 600 ألف شخص كل عام، فهو من اكثر السرطانات انتشارا في العالم، فبحسب الوكالة الدولية لبحوث السرطان، يوجد أكثر من 2.26 مليون حالة جديدة يتم اكتشافها بسرطان الثدي حول العالم كل عام، لذلك تكتسب الوقاية منه أهمية بارزة، خاصة في شهر تشرين الأول.
منذ عام 2006 أصبح شهر تشرين الأول هو شهر التوعية حول ضرورة اللجوء الى الفحص المبكر لتفادي الأسوأ، وبهدف رفع وتيرة الوعي لدى النساء بشكل عام ولدى المصابات بسرطان الثدي وأهاليهن بشكل خاص، لتشجيع البرامج الصحية الوقائية للكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى، حيث يعتبر هذا المرض قابلاً للعلاج والشفاء بحال اكتشافه في مراحله الأولى، من هنا التشديد على إجراء الفحوصات في عمر معين كل 6 أشهر.
بداية العام، وفي اليوم العالمي لسرطان الثدي المحدد في 4 كانون الثاني من كل عام، أطلقت منظمة الصحة العالمية، خارطة طريق جديدة حوله، تهدف لإنقاذ 2.5 مليون شخص منه بحلول عام 2040، حيث يوصي الإطار الجديد بتنفيذ الركائز الثلاث لتعزيز الصحة للكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب والإدارة الشاملة لسرطان الثدي للوصول إلى الأهداف.
كل هذه الحملات، التي غالباً ما ترتدي اللون الزهري، تهدف لتوعية المرأة، لكن ماذا عن الرجل؟.
كثر لا يعلمون أن سرطان الثدي يُصيب الرجال أيضاً، وهو ليس مرضاً نسائيًا فقط، ولو أنه يرتبط بالمرأة بشكل عام وكل التحذيرات منه توجه الى المرأة بشكل أساسي، لكن ذلك لا يعني أن الذكور بمأمن منه، وإن كان يُعتبر لدى الذكور نوعاً نادراً من السرطان يتكون في أنسجة الثدي لديهم.
لا يرتبط هذا السرطان لدى الرجال بعمر معين، ولو أن فرص حصوله لدى كبار السن هي أكبر منها لدى الصغار، لكن فرص الشفاء منه قائمة، وتكمن بأهمية الكشف المبكر أيضًا، حيث يحظى أولئك الذين شُخصت حالتهم بسرطان الثدي لدى الذكور في مرحلة مبكرة بفرصة جيدة في الشفاء.
لذلك فليكن شهر تشرين الأول شهراً لتوعية الرجال والنساء من سرطان الثدي، ودعوة عامّة لمن لديه أي عوارض للجوء الى الطبيب والاستفسار وإجراء الفحوصات لأن الحياة تعتمد على الفحص والعلاج، ومن أبرز العوارض لدى الرجال، ازيداد في سماكة أنسجة الثدي، وتغيّرات في شكله الخارجي ولونه وطبيعة جلده.
من المفيد ضم "الرجال" الى فئة المستهدفين بالتوعية من سرطان الثدي وأهمية الفحص والكشف المبكر للجوء الى العلاج في وقت مفيد للشفاء، حتى ولو كان هذا المرض يصيب النساء أكثر.