رأت صحيفة "لوموند" الفرنسيّة، أنّ هجوم حركة "حماس" حطّم الفكرة القائلة بأنّ عمليّة التّطبيع بين إسرائيل والعرب ستؤدّي إلى تهدئة المنطقة، وأنّ القضية الفلسطينية أصبحت موضوعًا ثانويًّا، وبالتّالي قضت على الوهم الّذي عاشت عليه إدارة الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب، الّذي احتشدت له رئاسة خلفه جو بايدن بحكم الأمر الواقع.
وأشارت إلى أنّ إدارة بايدن ردّت بسرعة وبقوّة على الهجوم، وأبدت التّضامن الكامل مع إسرائيل ودعم أمنها، وحذّرت الجهات المسلّحة الأخرى في المنطقة، حتّى أنّ وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن كثّف اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيّين وقادة الشرق الأوسط، ساعيًا دون جدوى للحصول على إدانات واضحة.
وأوضحت الصّحيفة أنّ محدوديّة التّصرّف تأتي قبل كلّ شيء، من فكّ ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة، بحيث لم تعد تنظر إلى الشّرق الأوسط إلّا بشكل افتراضي مقيّدة ومضطرّة، راضية بدور إطفاء نار اللّحظة، دون السّعي إلى تغيير معالم الصّراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ كما يقول الكاتب.
ولفتت إلى أنّه إذا كان عهد ترامب تميّز بسياسة نشطة ومتحيّزة في الشّرق الأوسط، هدفها تخريب حلّ الدّولتين بشكل نهائي والعمل على التّطبيع بين الدّول العربيّة والدّولة اليهوديّة عبر اتفاقيّات أبراهام، واختصار "خطّة السّلام الميتة" في "رؤية لتحسين حياة الفلسطينيّين والإسرائيليّين"، فإنّ بايدن الّذي أعاد ما قطعه ترامب من المساعدات، وجدّد تطلّعه إلى "دولتين لشعبين، لهما جذور عميقة وعريقة في هذه الأرض، ويعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن"؛ اقتصرت إدارته على إدارة الأزمات عن بُعد.
وفي حين رأت أنّه رغم تعدّد الملفات، فإنّ التّطبيع التّاريخي المحتمَل بين إسرائيل والسعودية هو القضيّة الوحيدة الّتي حشدت لها الدّبلوماسيّة الأميركيّة بقوّة، وعلى أساسه بدأ البيت الأبيض على أثر إدارة ترامب يحلم "بشرق أوسط جديد"، معزّزًا التّقارب بين إسرائيل والدّول العربيّة السّنيّة، وكأنّه مقدّمة للسلام بدل أن يكون نتيجةً لتسوية الصّراع، أشارت إلى أنّ يوم سبت من الدّماء والفوضى غيّر المشهد بشكل كبير، وكلّما كان الرّدّ الإسرائيلي أوسع وأكثر حدّةً على هجوم "حماس"، زاد عدد القتلى من المدنيّين الفلسطينيّين؛ وبالتّالي بدا هذا التطبيع وكأنّه حلم بعيد المنال.