حصلت عملية "طوفان الأقصى"، التي تنفذها حركة "حماس"، ووقعت وقوع الصاعقة على الإسرائيليين، بعد أن أسفرت عن مئات القتلى والأسرى. حيث استطاعت الحركة المذكورة، بعملية واحدة، القضاء على هيبة اسرائيل، التي طالما صوّرت نفسها، أمام المحيط العربي، بأنها الوحش الكاسر الذي يصعب مواجهته.
على الفور، أعلن الجيش الاسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وبدأ بشنّ غارات على قطاع غزّة، وسط ترقب شديد على الساحة العالميّة لتطور الأمور وما ستذهب اليه الأحداث، خصوصاً أن الصراع أصبح بين المحورين الأميركي والايراني وعلى مستوى المنطقة ككل. فهل تذهب إلى حرب متعددة الجبهات؟!.
أمن اسرائيل أولوية!
"في إسرائيل، عدد القتلى والاسرى والهجرة المعاكسة وفقدان الثقة والهيبة له تداعيات كارثية، وفي المنطقة الأميركي لا يُمكن أن يترك الإسرائيلي ينهار "ويتبهدل" حتى لو وقف أمام خيارين الحرب في أوكرانيا أو اسرائيل". هذا ما تؤكّده استاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د. ليلى نقولا، لافتة عبر "النشرة" إلى أن "لاسرائيل وأمنها الأولوية، وستحاول الولايات المتحدة تجنيبها الحرب المفتوحة على كل الجبهات أو ما يسمّى بالتصعيد الأفقي".
تشير نقولا إلى أن "لدى اسرائيل قوّة "بطش" ولكن سلاح الجوّ لا يمكن أن يحسم معركة، وفي غزّة سيكون هناك حرب عصابات اضافة الى أن الفلسطينيين يتحدثون عن امتلاكهم اسلحة متطورة، كما أن "حزب الله" قد يكون لديه أسلحة نوعيّة، بينما الإسرائيلي ليس بوارد فتح جبهات متعددة، وبالتالي احتمال أن تحصل مفاوضات أميركية مع المحور الإيراني ككلّ ويتم التوصل إلى تسوية لمنع حدوث حرب".
حل الدولتين
بدوره أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية وليد عربيد يلفت عبر "النشرة" إلى أنّ "تدخل الاميركي في الحرب هو لإعادة رسم خريطة الشرق الاوسط، والتركيز سيتم على إقامة الدولتين"، هذا ما يؤكده عربيد، مشيراً إلى أن "هذا سيتطلب الانتهاء من حكم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وسيكون له انعكاساته على المنطقة، وفي حال الغاء اليمين الاسرائيلي المتطرف من الممكن أن تقوم السعودية بالتطبيع مع اسرائيل، كذلك فإن التهديد من قبل "حماس" و"حزب الله" و"الحرس الثوري الايراني" و"الحشد الشعبي" يخيف اسرائيل، وأغلب الظن أن الأميركيين سيركزون على حلّ الدولتين".
سيناريوهات مرتقبة
وتشرح نقولا أنه "منذ العام 2018 وبعد أن وضع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية، تأثّر المحور الإيراني بشكل كبير، وما تمّ تحقيقه بالميدان لم يستطع أحد استثماره بالسياسة"، لافتةً إلى أن "المطلوب الآن من السوري والايراني أن يقدما بالسياسة ما لم يقدماه بالميدان، اندفعا إلى الامام وكانت عملية "طوفان الاقصى"، مؤكدة أننا "أمام سيناريوهان لا ثالث لهما، فإما الحرب الشاملة في المنطقة أو تسوية يقدم فيها الأميركي التنازلات، ما يعني تخفيف الحصار عن سوريا والسماح للبنان بالنهوض وتخفيف العقوبات عن ايران بالملف النووي"، معتبرة أن "كلفة التسوية ستكون أقلّ لاسرائيل وأميركا من حرب متعددة الجبهات". هذا ما يؤكده أيضاً عربيد، معتبراً أن "الانتصار الذي حقّقه الفلسطينيون يغيّر موازين القوى بالمنطقة والاتّجاه هو لايجاد حلول سياسية".
وقت قليل يفصلنا عمّا يُمكن أن يحدث، والتركيز هو حيال احتمالات فتح الجبهة الجنوبية مع اسرائيل، فهل يفعلها "حزب الله" أم أنّ حجم عملية "طوفان الاقصى" سيفرض على الاسرائيلي والأميركي الذهاب باتجاه تسوية مع المحور، تنهي الحصار الذي دام سنوات على سوريا ولبنان والشرق الأوسط؟!.