أشار النّاطق باسم حركة "حماس" في ​لبنان​ ​جهاد طه​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ الموقف الأميركي هو دائمًا منحاز إلى جانب الإسرائيلي، لكنّه لفت إلى أنّ التّحرّك الحالي، بعد عمليّة "طوفان الأقصى"، يرتبط بمصالح انتخابيّة داخليّة لإدارة الرّئيس الأميركي جو بايدن.

على الرّغم من ذلك، رأى أنّه ليس هناك من مصلحة لواشنطن في توسّع تدخّلها في المعركة، لأنّ على رأس أولويّات ​الإدارة الأميركية​ الصّراع الرّوسي- الأوكراني، إلى جانب الواقع الدّاخلي في ​الولايات المتحدة​، من دون أن يعني ذلك عدم ذهابه إلى تقديم كافّة أشكال الدّعم إلى ​تل أبيب​.

وردًّا على سؤال حول ما يطرح من مشاريع لتهجير سكان قطاع ​غزة​، شدّد طه على أنّنا نرفض أشكال كافّة التّوطين أو التّهجير الّتي كانت تُطرح من قبل الإدارة الأميركيّة، مركّزًا على أنّ هذه المشاريع فاشلة، لأنّ غزة تمثّل عمق المقاومة، وهي خاضت في السّنوات الماضية مواجهات عسكريّة عدّة ونجحت في الصّمود.

ولفت إلى أنّ هذا المشروع، أي تهجير سكان غزة، سبق أن طُرح خلال العدوان في العام 2014، الّذي دام 51 يومًا، معتبرًا أنّ إعادة طرحه اليوم هي من باب الحرب النّفسيّة الّتي تُخاض ضدّ أهالي غزة، في سياق حرب الإبادة الّتي تتنافى مع جميع الأعراف والمواثيق الدّوليّة.

وأشار النّاطق باسم "حماس" في لبنان إلى أنّ ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ هو حفظ ماء الوجه، من خلال السّعي إلى تحقيق إنجازات لن تتحقّق، ما يدفعه إلى الذّهاب إلى الأهداف المدنيّة، وبالتّالي ارتكاب المجازر.

وأوضح أن معركة "طوفان الأقصى" جاءت في سياق التّصدّي لاستمرار الجرائم الإسرائيليّة بحقّ ​المسجد الأقصى​ والقدس، في ظلّ مساعي التّهويد الهادفة إلى تغيير معالم القدس المسيحيّة والإسلاميّة، وصولًا إلى الحصار القائم على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، وبالتّالي المقاومة بادرت من موقع الدّفاع عن شعبها؛ وهي لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوّة.

وتوقّع طه أن لا يجرؤ نتانياهو على الذّهاب إلى المعركة البرّيّة لأنّه سيفشل، كما أنّها قد تؤدّي إلى توسّع المواجهة لتشمل جبهات أخرى، ما يدفعه إلى الاستمرار في عمليّات القصف الجوّي، بهدف توجيه رسالة إلى الدّاخل الإسرائيلي الّذي يعيش حالةً من القلق والإرباك والإحباط، مذكّرًا بأنّ نتائج استطلاع إسرائيليّة أظهرت أنّ 92 بالمئة من الإسرائيليّين يشعرون بالقلق الشّديد جرّاء ما يجري، في حين أنّ 84 بالمئة من المستطلعين، يعتبرون عمليّة "طوفان الأقصى" تمثّل فشلًا للقيادة السّياسيّة الإسرائيليّة.