لفت رئيس مجلس النّواب نبيه بري، خلال كلمة ألقاها عبر تقنيّة "الفيديو كول"، في المؤتمر الطّارئ لرؤساء المجالس النّيابيّة لاتحاد مجالس الدّول الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي"، إلى أنّ "المقدّمة هي غزة، هي الجغرافيا الممتدّة على مساحة 350 كيلومترًا مربّعًا... تستبيح فيها آلة القتل الصّهيونيّة أرواح ودماء الفلسطينيّين أطفالًا ونساءً وشيوخًا، على نحو لم تشهده البشريّة من قبل".
وأشار إلى أنّ "خمس دقائق متاحة لي، لا تكفي لاستعادة مشهد صرخة تلك المرأة الفلسطينيّة الثّكلى الّتي أطلقتها مدوية يديها إلى السّماء، وهي تبحث عن أطفالها الّذين قضوا على حين غفلة، فقدتهم جميعًا قبل أن يتناولوا طعام الإفطار؛ ولسان حالها وحال كلّ نساء غزة وفلسطين: أمتي هل لكِ بين الأمم منبرٌ للسيفِ أو القلمِ. لامستْ أسماعُهم لكنّها لم تُلامس نخوةَ المُعتصمِ".
وأكّد برّي أنّ "الدّفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤوليّة فصيل فلسطيني بعينه، وليس مسؤوليّة الفلسطينيّين وحدهم، بل هو مسؤوليّة الأمّة جمعاء"، مشدّدًا على أنّ "المشروع الإسرائيلي الّذي ينفَّذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدّم والنّار والتّدمير، والّذي يتبارى المستويَّين السّياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي على التّباهي بإعلانه وكشف نواياه، من خلال العودة إلى التّلويح بمخطّط "الترانسفير" للشعب الفلسطيني من قطاع غزة باتجاه شبه جزيره سيناء، إذا ما قدّر لهذا المخطّط أن يمر هو ليس سقوطًا وقضاءً على القضية الفلسطينية، إنّما هو سقوط للأمن القومي العربي والاسلامي، ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة؛ تكون إسرائيل فيها هي الكيان الأقوى".
وأعلن أنّ "عليه، باسمي وباسم المجلس النيابي وباسم الشعب اللبناني، نوصي مؤتمركم التالي:
أوّلًا: مطالبة الدّول الأعضاء في المنظّمة الّتي تقيم اتفاقيّات مع الكيان الصّهيوني، إلغاء هذه الاتفاقيّات فورًا، أو تجميد العمل بها إذا لم يكن متاحًا إلغاؤها.
ثانيًا: المسارعة فورًا إلى تشكيل وفود حكوميّة من دول المنظّمة، تتحرّك وتتوزّع على عواصم القرار كافّة في العالم، لوقف حرب الإبادة الّتي تشنّها آلة الحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضّغط أيضًا من أجل وقف كلّ مشاريع التّهويد الّتي تستهدف المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس والمسجد الأقصى؛ لا سيّما مشاريع تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
ثالثًا: التّأكيد على حقّ الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكلّ الوسائل المتاحة، من أجل تحقيق حلمه بالعودة وإقامة دولته الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس الشّريف.
كما توجّه بالشّكر إلى "الجزائر والصّديق رئيس البرلمان الجزائري ابراهيم بو غالي، والتّحيّة أبدًا ودائمًا للمقاومين القابضين على جمر القضيّة، وعلى زناد البندقيّة في فلسطين في الضفة والقطاع والقدس، على سواعدهم سينبلج فجر فلسطين تحريرًا وعودة".