شدّد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، على أنّ "الاحتلال وحكومته وجيشه الفاشي، لا يزالاون لليوم الخامس عشر على التوالي، يقترفون أبشع المجازر والجرائم، التي يندى لها جبين الإنسانية، ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، من المدنيين العزّل والأطفال الأبرياء، وباستهدافهم المستشفيات والمراكز الطبية، وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، والمدارس والمؤسسات الإعلامية والمخابز والمساجد والكنائس، وإمعانهم في تدمير البنية التحيَّة، وقطع المياه والوقود والكهرباء والغذاء والدواء وكل مقوّمات الحياة الإنسانية عن قطاع غزة؛ بدعم أميركي فاضح".
وأكّد، في مؤتمر صحافي للحركة في بيروت، أنّ "تلويح الاحتلال المستمر باستهداف مدارس وكالة "الأونروا"، وطلبه من الوكالة بإخلاء خمسٍ منها، تؤوي إليها عشرات الآلاف من النازحين الأطفال والنساء وكبار السن، يعدّ جريمة تضاف إلى سلسلة جرائمه المستمرة بحق المدنيين العزّل".
وطالب حمدان، الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" بـ"تحمّل مسؤوليتهما القانونية والأخلاقية برفض تهديدات الاحتلال، والتمسّك بدورهما في إغاثة النازحين وحمايتهم"، داعيًا المؤسسات الحقوقية كافة وخاصة المعنية بالأطفال، إلى "رفع صوتها عالياً لكشف سادية الاحتلال وفاشيته أمام الرأي العام الدولي".
وأشار إلى أنّ "4 مشافٍ قد خرجت عن الخدمة، وتضرر نحو 25 مشفى ومركزاً طبياً نتيجة قصف طائرات الاحتلال، الذي لا زال يواصل قصفه لمحيط المستشفيات والمراكز الطبية، وينذر الهلال الأحمر الفلسطيني بإخلاء مشفى القدس في مدينة غزة، الذي يحوي نحو 400 سرير ويؤوي إليه قرابة 12 ألف نازح".
كما وجّه التحية إلى "إدارة مشفى القدس والأطقم الطبية وللمشافي كافّة التي تعرّضت للقصف أو التي تم تهديدها"، مركّزًا على "أهمية حماية المشافي والمراكز الطبية كمؤسسات محمية بموجب القانون الدولي، حتى لا تتكرر مجزرة المشفى الأهلي المعمداني التي ارتقى فيها نحو 500 شهيد ومئات الجرحى".
وأفاد حمدان بأنّ "اليوم، دخلت 20 شاحنة من المساعدات الطبية ومعلبات الأغذية عبر معبر رفح، بعد أسبوعين من التوقف التام على دخول البضائع والمواد الطبية والغذائية كافة، بسبب العدوان وقصف الاحتلال لمعبر رفح"، مذكّرًا بأنّ "قطاع غزة كان يدخله يومياً في ظل الحصار الظالم المستمر منذ نحو سبعة عشر عاماً، أكثر من 500 شاحنة، أي أن العشرين شاحنة لا تشكّل شيئاً بالنسبة لاحتياجات القطاع الصحي الذي يكاد ينهار، ولاحتياجات شعبنا الفلسطيني المحاصر".
ودعا إلى ما يلي:
"1- ضرورة فتح معبر رفع بشكل دائم ومستمر، لتسهيل خروج الجرحى للعلاج في دولنا العربية والإسلامية، بعد اكتظاظ المشافي وعجزها عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى، فقد بلغت نسبة الزيادة في القدرة الاستيعابية للمشافي نحو 150%.
2- استمرار تدفق المساعدات الغذائية على مدار الساعة، ومن غير المقبول أن يتحكّم الاحتلال في حجم المساعدات الإنسانية الخاصّة بالمدنيين والمرضى، وإلّا فإن العشرين شاحنة ستعد شكلاً من أشكال الدعاية لتلميع صورة الاحتلال، الذي يقتل ويدمر ويرتكب المجازر على مدار الساعة.
3- ندعو الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" والهلال الأحمر الفلسطيني إلى العمل على توزيع الاحتياجات والمساعدات على المشافي، وعلى مستحقيها في شمال قطاع غزة وجنوبه، وألا يتم تعريض المدنيين لخطر الموت، نتيجة استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال على الطرق وأثناء التنقّل.
4- إدخال الوقود بشكل عاجل إلى قطاع غزة، الذي يعاني من انقطاع دائم للكهرباء، ولإنقاذ المشافي والمراكز الطبية التي ينفد لديها الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، حتى لا تتحول المشافي إلى مقابر جماعية".
ولفت إلى أنّ "في إطار التزام حركة "حماس" مع كل الوسطاء، وخاصة الأشقاء في مصر وقطر وغيرهم من الدول الشقيقة والصديقة، تمّ بالأمس بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة، تسليم سيدة وابنتها؛ تحملان الجنسية الأميركية"، مؤكّدًا "أنّنا سنعمل مع جميع الوسطاء، لتنفيذ قرار الحركة بإغلاق ملف المدنيين في حال توافرت الظروف الأمنية والميدانية المناسبة، كما نحمّل الاحتلال مسؤولية سلامتهم نتيجة القصف الفاشي المستمر على قطاع غزَّة".