أكّدت الدّائرة الإعلاميّة في حزب "القوات اللبنانية"، تعليقًا على مقال نُشر اليوم في إحدى الصّحف اللّبنانيّة، بعنوان "برّي والمسيحيّون: تقاطع الغياب في أزمة مصيريّة"، أنّ "أيّ تعميم هو خطيئة، لأنّ صاحبه يتقصّد التّعمية والتّجهيل والتّضليل، فلا يجوز إطلاقًا وضع كلّ القوى المسيحيّة في سلّة واحدة، أيّ المساواة بين مَن هو ضدّ الممانعة ومَن هو مع الممانعة ويغطّي حروبها".
وأشارت في بيان، إلى أنّه "لا يجوز التّعمية عن حقيقة أنّ القوى السّياديّة، ومن ضمنها "القوّات اللّبنانيّة"، واجهت وتواجه مشروع الدّويلة الّذي أوصل لبنان إلى الانهيار وعدم الاستقرار والحروب، وتجهيل مَن يتحمّل مسؤوليّة مصادرته لقرار الحرب والدّولة، وتضليل الرّأي العام بحرف الأنظار عمّن يتحمّل مسؤوليّة تغييب الدّولة وإقحام لبنان بالحروب؛ ومن يناضل من أجل قيام الدّولة الفعليّة".
وركّزت الدّائرة على "أنّنا كنّا نتمنّى من كاتبة المقال، أن تحمِّل مَن سكت عن تغييب الدّولة منذ 18 عامًا، مسؤوليّة خوف اللّبنانيّين من تكرار مآسي حرب تموز، بدلًا من أن تسأل عن دور المسيحيّين، فمَن سكت عن مصلحة أو عن خوف هو شريك في المآسي الّتي يعيشها الشعب اللبناني، بدءًا بالأزمة الماليّة وصولًا إلى الخوف من توريط لبنان في الحرب".
وشدّدت على "أنّنا كنّا نتمنّى منها أيضًا أن تتوجّه لـ"حزب الله" وتطالبه بعدم إقحام لبنان في الحرب، ولكنّها أخطأت في العنوان والجوهر بحرفها الأنظار عن مسؤوليّة الحزب ورميها على القوى المسيحيّة، وكأنّ التّصدّي للحرب يكون في اللّحظة الأخيرة، فيما هو مسار بدأ منذ العام 2005 بالمطالبة بوضع قرار الحرب في كنف الدذولة وحدها".
كما أكّدت أنّ "صوت المدافع أكثر من مسموع ليس في أرجاء معراب وحدها، إنّما على مساحة الـ10452 كلم2، وهذا ما يفسِّر موقف "القوّات اللّبنانيّة" والقوى السّياديّة في التّصدّي لمشروع الدّويلة، والنّضال المستمر سعيًا إلى قيام الدّولة الّتي وحدها تمتلك قرار الحرب، فصوت المدافع هو نتيجة لسلب قرار الدّولة ولمَن تخاذل في الدّفاع عن هذا الحق".
واعتبرت الدّائرة أنّ "خشية اللّبنانيّين من الحرب سببها مصادرة الممانعة لقرار الدّولة، لأنّه لو كان هذا القرار في كنف الدّولة لاستمرّت حياة اللّبنانيّين على طبيعتها، مع التّضامن المطلق مع حقّ الشعب الفلسطيني في دولة سيّدة وحرّة ومستقلّة. وكنّا نتمنّى لو كاتبة المقال حمّلت الممانعة مسؤوليّة التفرُّد بقرار الحرب لاعتبارات خارجيّة، وأخبرت اللّبنانيّين عن الدّور الّذي يمكن أن تتولّاه القوى السّياسيّة في ظلّ قرار حرب يتخّذ من خارج الحدود".
وأضافت: "مَن أوصل لبنان إلى الحرب، هو مَن يعتمد استراتيجيّة تغييب الدّولة منذ العام 2005، ومن الظّلم والخطيئة والتّضليل تحميل المسؤوليّة لمَن يتصدّى لاستراتيجيّة تغييب الدّولة"، متسائلةً: "ما الّذي يمكن فعله أكثر من التّحذير اليومي من إقحام لبنان بالحرب، وتحميل هذا الفريق مسؤوليّة إيصاله لبنان إلى الانهيار والشّغور وعدم الاستقرار والحروب ورفض التّسليم بأجندته غير اللّبنانيّة؟".