أكّد المنسّق العام لرابطة "كاريتاس لبنان" بيتر محفوظ، في حديث لـ"النشرة"، العمل على تجهيز جميع العناصر والمراكز على صعيد كلّ لبنان، لمواكبة أيّ تطوّر من الممكن أن يحصل في المستقبل، موضحًا أنّ كخطوة أولى، بدأ التّحضير لتوزيع فرش وحصص غذائيّة، بالإضافة إلى افتتاح مطابخ لتأمين وجبات طعام، إلى جانب الأدوية عبر العيادات النّقّالة والمستوصفات، مشيرًا أيضًا إلى أمور أخرى في حال الحاجة إلى المساعدة على مستوى تقديم الإسعافات الأوّليّة.
ولفت إلى أنّه تمّ افتتاح المأوى الأوّل لاستقبال النّازحين من القرى الحدوديّة في بلدة كرم سدة في زغرتا، إلى جانب العمل على 3 مآوي أخرى في مناطق عدّة، موضحًا أنّ افتتاح مراكز أخرى سيكون مرتبطًا بالحاجة إلى ذلك.
على صعيد متّصل، ذكر محفوظ أنّ حتّى الآن، أطلقت الرّابطة حملةً واحدةً محليّةً بدأت يوم الأحد الماضي، من خلال جمع المواد الغذائية، بحيث يتواجد المتطوّعون أمام محال السوبرماركت والمؤسّسات من أجل جمعها وتعليبها وإرسالها إلى الأشخاص الموجودين في القرى الحدوديّة، بهدف مساعدتهم.
كما أشار إلى أنّ الرّابطة أرسلت عيادات نقّالة إلى المآوي الّتي يتواجد فيها نازحون في صور، كاشفًا أنّ يوم الإثنين المقبل، ستكون هناك حملة طبيّة في قانا، كما بدأ التّجهيز لتوزيع فرش على العائلات الّتي نزحت إلى بيروت، مؤكّدًا أنّ باقي المساعدات الكبيرة تمويلها يكون من خارج لبنان.
وردًّا على سؤال، ركّز محفوظ على أنّ هناك تنسيقًا مع باقي المؤسّسات، لا سيّما التّابعة للأمم المتحدة ووزارة الشؤون الاجتماعية، كي تكون مختلف الجهود منسَّقة ولا يتكرّر الخطأ الّذي حصل في البداية بعد الانفجار الّذي وقع في مرفأ بيروت، مبيّنًا أنّ الهدف من ذلك تقسيم العمل، والوصول إلى القسم الأكبر من الأشخاص المحتاجين.
أمّا عن كيفيّة التّواصل مع الرّابطة، فأوضح أنّ هناك مراكز في القرى الحدوديّة: في بلدة الرميش لقضاء بنت جبيل، في صور لقضاء صور، وفي القليعة لقضاء مرجعيون. كما يمكن لأيّ شخص التّواصل مع الرّابطة من خلال الرّقم السّاخن الّذي وُضع في الخدمة (1633). وأفاد بأنّه منذ وضع هذا الرقم في الخدمة، منذ نحو 3 أيام فقط، تم تلقي أكثر من 400 إتصال من أشخاص بحاجة إلى المساعدة من مناطق حدودية.
على الرغم من ذلك، أكّد محفوظ أن رغم كل التحضيرات سيكون من الصعب، في حال تطور الأوضاع، الوصول إلى الحاجات المطلوبة، مذكرًا بأنه في العام 2006، نزح حوالي 900 ألف شخص من الجنوب وبيروت، بينما اليوم بدأنا نواجه مشاكل رغم أن الأرقام هي ما بين 10 و15 ألف نازح حتى الآن، بالرغم من تشديده على أن كل الجمعيات ستعمل على وضع كل قدراتها في الخدمة.
وفي حين توجه إلى كل الداعمين بالشكر، لا سيما اللبنانيين المغتربين في الخارج والمؤسسات المانحة، لفت إلى أن لبنان ينتقل من أزمة إلى أخرى والحاجات في الأصل كبيرة جداً، وبالتالي المطلوب زيادة الدعم بالقدر الممكن، لأنه لولا هذا الدعم كان من الممكن أن يكون لبنان في كارثة.