لا يبدو الوضع في الجنوب مطمئناً بالنسبة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي لا يثق بالقيادة في إسرائيل وجنونها، الذي يمكن أن يخرج إلى العلن في أي لحظة خلال كل ما يجري في المنطقة، لكنه بالمقابل مطمئن لقوة المقاومة وحضورها وجهوزيتها لأي حرب مقبلة، "فنحن لم نخرق بعد قواعد الاشتباك، وما يجرّبونا"، بحسب ما ينقل زوار رئيس المجلس لـ"النشرة".
يصرّ بري على رأيه القائل بأن "قرار التصعيد على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة عند الإسرائيلي، لا في لبنان، فما تقوم به المقاومة على الحدود يأتي في سياق طبيعي لوجود أراض لبنانية محتلة، يتم استهداف العدو فيها، حتى وإن كان الأمر مرتبطاً بعملية طوفان الأقصى، والحرب على غزة"، مؤكداً أن كل العمليات تأتي ضمن قواعد الاشتباك، وبحال أراد الاسرائيلي توسيع العملية، فنحن جاهزون لذلك.
يَعتبر بري أن ما يحاول الاسرائيلي القيام به خطير جداً، ومشروعه، الذي يحمله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قديم يهدف اليوم الى تحقيق التغيير في الشرق الأوسط، لذلك فالمعركة في غزة أساسية وحساسة، اما على الجبهة الجنوبية فالأمور عندهم؛ والتدهور أمر وارد في هذه المرحلة.
بالنسبة الى بعض الملفات الداخلية، فيؤكد برّي بحسب ما ينقل زواره، أنه لن يكون بوارد الدعوة الى جلسة تشريعية ببند وحيد، فالمجلس النيابي هو مجلس للتشريع وليس لتقديم الخدمات، وبحال قرر الدعوة الى جلسة تشريعية فسيكون على متنها البنود التي تكوّن جدول الأعمال والتي يقدمها النواب، ومن ضمنها قد يرد على سبيل المثال ما تقدمت به كتلة "القوات اللبنانية" بما يتعلق بتأخير تسريح رتبة "عماد" لإبقاء (قائد الجيش اللبناني) جوزاف عون في موقعه، علماً أن بري يفضل أن تقوم الحكومة بواجبها في هذا الموضوع، دون إلقائه على عاتق المجلس النيابي.
بحسب بري فإن الحكومة معنية اليوم بالاجتماع أكثر من أي وقت سابق، بحيث يمر لبنان بوقت صعب وظروف عصيبة، وذلك بالنسبة الى رئيس المجلس النيابي يعطي الحكومة قوة دفع إضافية للعمل فيحق لها التمديد إن قررت، والتعيين، لا في مركز واحد وحسب بل في كل المراكز الشاغرة، علماً أنه لم يكن يوماً بغير هذا الرأي، ويعتبر أن الظروف الطارئة تمنح الحكومة حافزاً أكبر للعمل.