أكد الخبير الإقتصادي جاسم عجاقة، في حديث لـ"النشرة"، أن خسائر إسرائيل الإقتصادية والمالية، في حربها المستمرة منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، كبيرة جدًا، مشيراً إلى أن هناك خسائر في كلفة الحرب والمعارك، وهناك خسائر كبيرة في البنية الإقتصادية والمالية لإسرائيل.
وأوضح أن "الحرب القائمة حاليًّا بين قطاع غزّة وإسرائيل ليست كسابقاتها، فهذه المرّة، طالت المعارك العمق الإسرائيلي وهزّت بالصميم الإقتصاد مُكبدّة إيّاه خسائر بمليارات الدولارات"، لافتاً إلى أن "الإقتصاد الإسرائيلي المتنوّع يعتمد على السياحة والصناعة التكنولوجية والعسكرية، وبالتالي مع الحرب الدائرة في العمق الإسرائيلي، ستتوقّف السياحة لفترة ستمتدّ إلى حين إنتهاء العمليات العسكرية أقلّه، وليس هناك ما يشير أن الحرب ستنتهي قريبًا، وهو ما يُشكّل خسائر بمئات ملايين الدولارات مرجّحة للإرتفاع".
ورأى عجاقة أن "الضربة الأكبر ستكون على صعيد الاستثمارات، التي بدأت بالإنسحاب من إسرائيل، حيث تراجعت الأسهم في بورصة تل أبيب، مع توقّع المستثمرين لأوقات غامضة والخشية من أضرار جسيمة على الإقتصاد، ناهيك عن احتمال فتح الجبهة الشماليّة".
واعتبر أنه في حال استمرت الحرب طويلًا فإن الإقتصاد الإسرائيلي سيبقى تحت تهديد واضح وأكيد، وهو ما سيدفع المُستثمرين إلى الخروج بسرعة من الأسواق المالية الإسرائيلية، وذلك تحسّبًا لتراجع الإستهلاك والخسائر المادّية للشركات، وبالتالي سيخسر الإقتصاد الإسرائيلي من مصدر تمويله الأساسي، أي الاستثمارات، نظرًا لأنّ هذا الإقتصاد يعتمد على الأسواق المالية بالدّرجة الأولى لتمويل الإقتصاد".
كما أشار إلى أن "من المرجّح أن يزداد إنخفاض حجم الإستثمار في الاقتصاد في القطاع العام، وإستمرار الحرب سيكون له تداعيات على صورة إسرائيل في الأسواق المالية العالمية، خصوصًا أنّها (أي إسرائيل) بحاجة كبيرة للإستثمارات لتطوير الحقول الغازية ودعم صناعاتها التكنولوجية والعسكرية، وبالتالي قد ترتفع فاتورة الخسائر إلى عدّة مليارات من الدولارات، وهي مرشّحة للوصول إلى أكثر من عشرة مليارات دولار أميركي في حال استمرّ الوضع أشهرًا".