لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ نعيم قاسم، إلى أنّ "الشعب الفلسطيني أسطوري في شجاعته ومقاومته وصموده، هذا الشّعب لا يُمكن أن يُهزم"، مشيرًا إلى أنّ "طوفان الأقصى بداية الهاوية للكيان، وستكشف الأيّام أنّ الطّوفان حفرَ عميقًا في الوجدان الإسرائيلي خذلانًا وخوفًا وتمزّقًا داخليًّا".
وأكّد، في كلمة ألقاها خلال وقفة تضامنيّة لنصرة غزة، في مجمع أهل البيت، أنّ "المجازر الإسرائيليّة ضدّ المدنيّين (967 مجزرة منذ بدء العدوان) والتّوحّش اللاإنساني ضدّ الأطفال والنّساء وقصف المستشفيات والعائلات، سيزيد من تمسّك الفلسطينيّين بأرضهم وأقصاهم وعزّتهم، وسنكون أمام جيل يزداد صلابةً لقضيّة وجوده"، مبيّنًا أنّ "هذه المجازر لا تسبّب الخوف، بل تزيد القناعة والتّصميم على مواجهة العدو، كلّما دمِّر بيت في غزة بُنيت بيوت في قلوب أهلها وكلّ المؤمنين بفلسطين والقدس".
وركّز قاسم على أنّ "حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين، وطريق فلسطين طريق التّحرير وعزَّة المنطقة وتحرير لبنان واستقلاله"، موضحًا "أنّنا لا نفصل في التّحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، لأنّ إسرائيل محتلّة لفلسطين كركيزة، ولكنّها محتلّة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثّقافة أو السّياسة أو الاقتصاد؛ وسنكون دائمًا في الميدان مؤثّرين ومعطّلين لمخطّطات إسرائيل".
وأضاف: "أوقفوا الحرب كي لا تتوسّع، وأمّا طلبكم لعدم تدخّل "حزب الله" للاستفراد بفلسطين فلن يكون"، مشدّدًا على أنّ "أميركا شريك كامل للعدوان بل هي الّتي تديره وترفض وقف إطلاق النّار. لقد سقطت أميركا والغرب أخلاقيًّا وثقافيًّا وتربويًّا، وسقطت شعاراتهم عن الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان والاهتمام بالطّفولة وتكريم المرأة". واعتبر أنّهم "برزوا كوحوش بشريّة، يختبئون خلف شعارات خدَّاعة فقدت صلاحيّتها في المزيد من الخداع".
كما ذكر "أنّنا نشهد وحدة المسلمين الحقيقيّة في الميدان على اختلاف مذاهبهم، ببركة وحدة البوصلة باتجاه فلسطين"، لافتًا إلى أنّهم "يستنكرون علينا أنَّنا نجتمع مع فلسطين والفلسطينيّين، أنّ المقاومة تجتمع في لبنان وسوريا وإيران واليمن وكل البلدان"، ومتسائلًا: "هل يحقّ لهم أن يجتمعوا على شرورهم وعدوانهم وعلى قتل المدنيّين وعلى تثبيت المغتصب على الأرض، ولا يحقّ للمظلومين والمقاومين أن يجتمعوا؟!". وأشار إلى أنّهم "وضعوا هذه القواعد ليستفردوا ببلداننا وجماعاتنا، نقول لهم لا، سنبقى موحّدين وسنعمل للمقاومة وسندفع الأثمان اللّازمة في كلّ وقت يتطلّب ذلك بالطّريقة الّتي نؤمن بها، ولن نردّ على تهديدات أحد".