لفت رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، إلى أنّ "الأوضاع الصّعبة في لبنان اليوم، حيث الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة تضغط على النّفوس، تدعونا لنعيش روح إنجيل الغني والعازر. فكم منّا يعيش حالة الغني، منغمسًا في هموم الحياة اليوميّة، متناسيًا الآخرين الّذين يعانون من الفقر والحاجة؟ وكم منّا يشعر بألم العازر، ينظر إلى الأغنياء ويتمنّى فتاتًا من موائدهم؟".
وأكّد، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا، بذكرى مرور ثلاثين عامًا على تأسيس حركة "لبنان الشباب"، في كاتدرائية سيّدة النّجاة، "أنّنا لا يمكن أن نكون مسيحيّين من غير الوعي بأنّ كلّ فرد منّا مدعو للعطاء والمشاركة والرّحمة. فلا يجوز أن نكون أغنياء في أموالنا، وفقراء في حبّنا وإيماننا".
وشدّد ابراهيم على "أنّنا ككنيسة وكمجتمع، مدعوّون لأن نكون صوت الّذين لا صوت لهم، لنكون يدُ الله الّتي تمتدّ للفقير والمحتاج، لنكون النّور في ظلمة اليأس. لا يمكننا أن نغضّ الطّرف عن الأوضاع الإنسانيّة الّتي تقع أمام أعيننا، لأنّنا جميعًا مسؤولون عن بعضنا البعض".
وأشار إلى أنّ "في ظلّ ما نواجهه من تحدّيات جسام، من غزة إلى جنوب لبنان، حيث تتوالى أصداء الحروب وتتردّد وقائع العنف على مسامعنا، يبرز سؤال العدالة والرّحمة في تعليمنا المسيحي بمزيد من الإلحاح. فالمسيح الّذي علّمنا أن نحبّ أعداءنا ونصلّي لمن يضطّهدوننا، يدعونا اليوم لنعكس صورته في هذا العالم المتألّم".
كما ركّز على أنّ "إنجيل الغني والعازر يجب أن يحثّنا على العمل الجادّ لمواجهة الظّلم ونشر السّلام. لا يمكننا أن نغمض أعيننا أمام الدّمار والفقر الّذي أحدثته النّزاعات في غزة وجنوب لبنان وغيرهما من مناطق الصّراع".