في خضم الإجرام المُستعر والمتمادي في غزّة، قد يكون مِن المُفيد التوقف عند رأي شبيبة لبنان، بالمجازر المُرتكبة بدم بارد، في حق أطفال غزة، وكذلك طبعا أطفال لبنان.
هي مُبادرة أطلقها "نادي التواصُل والوعي"، تحت عُنوان "دردشة غزاوية"، وشارك فيها مُتعلمو الصُفوف الثانوية، في إطار أنشطة النادي.
محاور تفكرية
وأما محاور الدردشة فثلاثة:
*ما رأيُك في ما يحصُل من تطورات ونزاعات مُسلحة في العالم؟.
*كيف يُمكن حماية الطُفولة كيلا تبقى ضحية للنزاعات؟.
*كيف يُمكن، من موقعك كمُتعلم، أن تُساهم في نشر السلام؟.
يوسف والتواصُل التوعوي
عن التطورات والنزاعات المُسلحة قال يوسُف ش. (طالب في الصف الثانوي الثاني): "إن ما يحصُل في فلسطين المُحتلة، إنما هو استبداد وتقاعُس عن توفير السلام العالمي". وأضاف: "ما يحصُل اليوم هو ظلم وقتل وجرائم يجب توقيفها". واقترح على الصعيد الطالبي، نشر مقاطع على موافع التواصُل الاجتماعي، تدعو إلى تحقيق السلام، والقيام بتظاهرات سلمية تدعو إلى السلام العالمي"... واستطرد يوسُف: "يُمكن المُساعدة في نشر السلام من خلال كتابة المشاهد المسرحية وتجسيدها".
الكريستينات الـ 3
وأعلنت كريستينا س. (الثانوي 2)، أن كُل ما يهمُها إنما هو حماية الأطفال وأثنت على فكرة استثمار وسائل التواصُل الاجتماعي في نشر السلام.
وأما كريستينا أ. م. فآثرت نشر رسالة السلام من خلال مشاهد مسرحية، وكذلك من خلال كتابة المقالات ونشرها عبر المواقع الإلكترونية.
والـ "كريستينا الثالثة" هي كريستينا ج. التي رأت أن "من حق المظلوم أن يقف في وجه الظالم، مهما كانت الظُروف". وتابعت: "من المُؤسف أن يسترسل الظالم في التعاطي بوحشية مع الأبرياء"، مؤكدة أن "من الصُعوبة بمكان، حماية الطُفولة خلال الحُروب".
المزيد من الآراء
إنتقدت نايا د. "الفوضى التي تضرب الشُعوب، لا بل البشرية". وأثنت على النية في تنفيذ حملات التوعية عبر وسائل التواصُل الاجتماعي.
وسألت مافي س. من جهتها: "لماذا لا نُفكر كيف يُمكن اللجوء إلى من يُساعد الأطفال نفسيا وعمليا، بعدما أصابتهم الحرب في الصميم؟".
وأما لين ش. فرأت "أن نظرة العالم إلى الفلسطينيين قد تشوهت، وينبغي إظهار صورتهم الحقيقية كشعب مقهور، وهُم ليسوا إرهابيين بل أصحاب حق".
وسألت غيال ي. من جهتها: "ثمة أطفال في فلسطين خسروا أهلهُم... فما ذنبُهم؟... ولماذا كُتب لهُم أن يعيشوا كُل هذه المُعاناة؟... وأن يتنقلوا من ملجإ إلى آخر؟...
وختم عباس م. داعيا إلى التربية على المحبة والتعاون واحترام الجميع"...
المُغامر الفرنسي
وفيما كان المُتعلمون المُنتسبون إلى "نادي التواصُل والوعي"، يبحثون في سبل نشر السلام، كانت ثمة مساع تُبذل توازيا في فرنسا.
فقد تسلق المُغامر آلان روبير، المعروف بـ"الرجل العنكبوت الفرنسي"، الاثنين، برج "كوبول توتال"، مقر شركة "توتال إنرجي" في حي "لا ديفانس"، غرب باريس، في خُطوة أراد من خلالها توجيه "رسالة سلام" بعد شهر من بدء الحرب بين الإسرائيليين و"حماس".
وبسترة صفراء وسروال أحمر وأحذية تسلق، أنجز آلان روبير "مُغامرة" تسلُق "برج توتال" الذي يبلغ علوه 179 مترا، على مرأى من المارة في هذا الحي المالي.
وقالت مُحافظة أوت دو سين لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" إن السلطات المحلية أوقفت الرجل بعد نزوله من البرج. ومن ثم أضافت: "لقد وُضع قيد التوقيف لدى الشرطة بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر، وهي تهم أسقطتها النيابة العامة بعد ذلك"، موضحة أن الشرطة أطلقت آلان روبير لاحقا.
من خلال هذا التسلق، أوضح آلان روبير، أنه أراد إرسال "رسالة سلام" لكي "يجلس كبار القادة في العالم أجمع، ويجتمعوا، ويفعلوا شيئا لحل هذا الصراع بين فلسطين وإسرائيل في شكل نهائي".
إشارة إلى أن "الجيش الإسرائيلي"، يقصف قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، إثر تنفيذ عناصر حركة "حماس" هجوما مُباغتا على الإسرائيليين. وتفيد وزارة الصحة التابعة لـ "حماس"، بأن "أكثر من 10 آلاف شخص قُتلوا في الضربات الإسرائيلية مُذاك، بينهم أكثر من 4000 طفل".
ضحايا القنابل
قال آلان روبير، بُعيد نُزوله من ناطحة السحاب المهيبة: "في الوقت الذي كُنت أتسلق، كُنت أُفكر في الناس في فلسطين، وحتى في إسرائيل، الذين يتعرضون للقنابل". ووصف ما يحصل الآن في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية".