رأى النائب ياسين ياسين، أن "دول الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، قد أطلقت يد إسرائيل وأعطتها "كارت بلانش" لفعل ما تشاء، بدعم مالي وعسكري، للتمادي في إجرامها والإمعان في إبادة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان، من دون أن يرف جفن لهذا العالم الذي يدعي الحرص عليها. حتى جمهوره الذي تظاهر واستنكر الجرائم، قال له ما هكذا تعلمنا حقوق المرأة والطفل بل حقوق الإنسان، وعلقت على حائط جامعة هارفارد أسماء 10 آلاف شهيد، لكن هذا الاستنكار لم يخفف من الدم المتعطشة له إسرائيل الخاسرة إستراتيجيا؛ أما القضية الفلسطينية فعادت لتحيا من جديد".
وشدّد، في حديث إلى صحيفة "الأنباء"الكويتية، على أن "المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، من مشاهد قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، واستهداف تجمعات النازحين وتدمير المساكن والمستشفيات، وتهجير سكان القطاع من الشمال الى الجنوب، وتدمير المؤسسات والبنى التحتية وكل ما يتعلق بحياة الإنسان بشكل وحشي، لم يعرف التاريخ مثيلا له؛ وهي تشكل جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني".
وأكد ياسين أن "الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول ترميم صورته التي تهشمت بعد 7 تشرين الأوّل، وإعادة ثقة الإسرائيليين بالأمن والاستقرار، فشل حتى الآن في تحقيق الأهداف التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ اليوم الأول للحرب، وهي القضاء على "حماس" وتحرير الرهائن والسيطرة العسكرية والأمنية على القطاع"، موضحًا أنّ "هذه الأهداف لم يحقق منها سوى تدمير غزة وإبادة شعبها المحاصر، وتوغله البري فيه واقتحامه لمجمع الشفاء الطبي، الذي تكدست فيه الجثامين وتم دفنها في مقابر جماعية، في استباحة لكرامة الإنسان وتجاوز للقيم الإنسانية والأخلاقية".
وأثنى على "دور السعودية التي استضافت القمة العربية الإسلامية، والتي أكدت على الحل السياسي وحل الدولتين، وتشكيل لجنة متابعة وبحل شامل للقضية الفلسطينية، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم وملزم لوقف العدوان على غزة".
كما لم يستبعد أن "يطول أمد الحرب، لأن سقوط نتانياهو مرتبط بها، ويمكن انتقال نيرانها الدائرة في غزة الى لبنان، في حال واصلت إسرائيل عدوانها بالوتيرة المتصاعدة، في محاولة منها لتحقيق مكاسب وحفظ ماء وجه قادة الكيان المنقسم حكوميا، وقد تلجأ الى التصعيد الكبير على الحدود الجنوبية، بعد التهديدات التي أطلقتها"، مبيّنًا أنّ "من جانبنا، علينا ألا نعطيها الفرصة للانقضاض على لبنان، وانزلاقه باتجاه الحرب التي ليس بإمكانه تحمل تبعاتها وآثارها التدميرية".
وركّز ياسين على أنّ "لبنان في وضع هش ويعاني من أزمات اقتصادية ومالية غير مسبوقة، ومهدد وجوديا، وبالكاد يحاول التغلب على أزماته المتشعبة، فكيف سيكون عليه الأمر في حال دخوله الحرب. لهذا السبب، يتدارك "حزب الله ذلك" ويتعاطى مع الأمور بالحد الأدنى ومن ضمن اللعب بقواعد الاشتباك، مع الأخذ بالاعتبار الوضع اللبناني"، مشدّدًا على أنّ "هنا المطلوب التعقل والحكمة والتحلي بالمسؤولية، وتحصين الجبهة الداخلية والتماسك الداخلي، لأنه يكسبنا المناعة ويعطينا الدعم العربي والدولي، لأننا غير قادرين على أن نكون متواجدين على المستوى الدولي في غياب الكلمة الواحدة".
واعتبر "أننا في مرحلة حساسة ودقيقة وفي وضع استثنائي، وهذا الأمر يتطلب قرارات استثنائية، ووضع خلافاتنا جانبا والابتعاد عن الكيدية السياسية، والذهاب باتجاه التمديد لقائد الجيش، الذي هو أكثر من ضرورة وللقيادات الأمنية من خلال قرار حكومي، أو بعقد جلسة نيابية تحت عنوان تشريع الضرورة ببند وحيد من دون أمور أخرى لكي لا ندخل في الفراغ الأمني؛ ونحن كنواب تغيير سيكون لدينا التوجه ذاته".