أكّد البطريرك الماروني الكاردينا مار بشارة بطرس الراعي، خلال رعايته احتفالًا نظمه مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية، لتخريج دورة التنشئة الروحية والإنسانية للعام 2023، على مسرح الصرح البطريركي في بكركي، أن "التنشئة ضرورية في حياتكم كما تعلمون، ولذلك نرى هذا العدد الكبير من المشاركين، لأن الإنسان بحاجة إلى تنشئة مستمرة".
وأشار إلى أنّه "لا يمكنني أن أعتبر يوما أنه قد أصبح لدي من المعرفة الروحية واللاهوتية والإنسانية والكتابية والإجتماعية والوطنية والسياسية ما يكفي لحياتي. هناك دائما نقص. حتى ولو عاش الإنسان حياته كلها، فهو لا يقدر أن يستوفي المطلوب منه أن يعرفه"، مبيّنًا أنّ "الحياة من أولها إلى آخرها هي كسب وتنشئة ومعرفة، لأننا بحاجة لها لنتمكن من أن نواكب العالم، كي نعرف نحن كيفية عيش حقيقة وجودنا".
واستذكر الراعي أن "البابا القديس يوحنا بولس الثاني لم يقل جملته عبثا في حريصا في لقاء الشبيبة، عندما توجه لهم وقال، ولم يقلها إلا للشبيبة: "أنتم القوة التجددية في المجتمع والكنيسة". اليوم لبنان بحاجة إلى قادة جدد، هذا ما قاله في حريصا. إذا نحن بحاجة إلى أشخاص حاملين ثقافة مغايرة لثقافة اليوم، تصرّف مغاير للتصرف السائد اليوم. نحن بحاجة إلى أشخاص يتمتعون بقيم أخلاقية، وقيم روحية، وقيم إجتماعية، وعدا ذلك لن يصطلح المجتمع".
ولفت إلى أنّ "البابا قال: "أنتم القوة التجددية في المجتمع والكنيسة"، أي في الإثنين معا. هذه هي أبعاد التنشئة التي تتنشأون عليها، كي تكونوا القوة التجددية. لذا أنتم لا تتنشأون على المستوى الفكري وحسب، بل لتكونكم بكل مكونات الإنسان، وتجعلكم بالفعل قوة تجددية. هذا ما نحن بحاجة له في لبنان"، مركّزًا على أنّ "الشبيبة هي علامة الرجاء للمستقبل، فمستقبل من دون رجاء ميت، ووطن من دون شبيبة ميت، عائلة من دون أولاد ميتة؛ فلا شيء إلا ونحتاج فيه إلى الشبيبة".