زار وفد من تكتّل "الجمهوريّة القويّة"، بتكليف من رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصّرح البطريركي في بكركي. وضمّ الوفد النّواب: غياث يزبك، إيلي خوري، جورج عقيص، ملحم الرياشي، نزيه متى، بيار بو عاصي، زياد الحواط، ورئيس مكتب التّواصل مع المرجعيات الرّوحيّة أنطوان مراد.
في هذا الإطار، أشار بو عاصي إلى أنّ "كلامي اليوم لن يكون في السّياسة، احترامًا لهذا الصّرح الّذي يحمل صلابة وإيمان مار مارون أب الطّائفة، ومار يوحنا مارون مؤسّس الطّائفة، والمطران الرّاحل الياس الحويك مؤسّس لبنان الكبير".
وأوضح "أنّنا تناولنا مع البطريرك الرّاعي الأمور الوطنيّة كافّة، وتحديداً في 3 مواضيع:
الأوّل: الخطر الأمني على شعب لبنان والوطن، نسبةً لما يجري في غزة وفي جنوب لبنان، ونستنكر ما يحصل مع الشعب الفلسطيني والمجازر الّتي تستهدف أطفال غزة ونساءها ورجالها وشيوخها، ولكن لا نخدم الشعب اللبناني ولا الفلسطيني إذا رَمينا بأطفال لبنان بأتون النّار. لذلك نطالب بعدم المخاطرة بأمن لبنان وسلامة اللّبنانيّين، وبتطبيق القرار 1701 بفكّ الاشتباك في جنوب لبنان".
ثانيًا: نذكّر بأنّ الحكومات كافّة منذ العام الـ2006 إلى حدّ اليوم، دعمت في بياناتها الوزاريّة الالتفاف حول هذا القرار، لذلك من يدعم بالبيان الوزاري هذا القرار، وإذا كانت لديه مصداقيّة مع نفسه والشعب اللبناني، عليه أن يطبّق القرار 1701، وأن يكون الجيش اللبناني وقوّات الأمم المتحدة الحامين لجنوب لبنان، ويضمنون عدم انجرار لبنان إلى صراعات مسلّحة لم تأخذ الدولة اللبنانية أيّ قرار فيها وفق المادّة 65 البند الخامس من الدستور اللبناني؛ الّذي يحصر قرار الحرب والسّلم في الحكومة اللبنانية بأكثريّة الثّلثين.
ثالثًا: بالحاجة نفسها للاستقرار في لبنان، لدينا مؤسّسة لا تزال تعمل في ظروف صعبة جدًّا وتضبط الأمن والحدود في لبنان، وهي مؤسّسة الجيش اللبناني".
وأكّد بو عاصي "أنّنا عبّرنا للراعي عن إرادة تكتل "الجمهورية القوية" وحزب "القوات اللبنانية" التّمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزيف عون"، مركّزًا على أنّ "هناك نقاط لا بدّ من الحديث عنها:
النّقطة الأولى: الوضع المتفجّر في لبنان، إذ لا يجوز تغيير قيادة الجيش في هذا الظّرف.
النّقطة الثّانية: غياب رئيس للجمهوريّة، ولا يجوز تعيين قائد للجيش في غياب رئيس للجمهوريّة".
وشدّد على "أنّنا نريد قائدًا للجيش غير مسيّس، وأيّ قائد جيش سيتمّ تعيينه اليوم سيكون مسيّسًا من قبل الجهة الّتي ستعيّنه. ونريد قائد جيش لديه خبرة، وبالتّالي أيّ تعيين لقائد جيش بالتّعريف سنكون أمام قائد جيش ليس لديه الخبرة الّتي يتمتّع بها العماد عون".
كما بيّن أنّ "لذلك، تقدّم تكتّل "الجمهوريّة القويّة" باقتراح قانون معجّل مكرّر، للتّمديد سنة لرتبة عماد ليس فقط للعماد جوزيف عون، بل لكي تكون هناك شمولية في القانون.
وأضاف بو عاصي: "لبنان اليوم ومؤسّساته بخطر. وليس تفصيلًا، كما يروّج البعض، أن يكون البلد بلا رأس والمؤسّسات بلا رأس، وأن يدعي أنّ هناك إمكانيّة للازدهار والاستقرار والحرّيّة في بلد بغياب رئيس للجمهوريّة"، مشيرًا إلى أنّ "لذلك، لا بدّ من احترام القوانين والدستور، وفتح مجلس النّواب لكي يكون هناك انتخاب رئيس وكما قال الراعي: "المعطلون والمقاطعون هم المسؤولون عن شلّ مجلس النواب وعملية انتخاب رئاسة الجمهورية وغياب رأس للدولة".
ورأى أنّ "الدولة مهددة بلا استقرار مؤسساتها، ومهددة بعدم مسك الجيش اللبناني للحدود كافة، وتحديداً في المنطقة الجنوبية وجنوب الليطاني، ولكن يظلّ لدينا ثقة بإيماننا بلبنان وبصلابة شعبه".