لمناسبة عيد الاستقلال الوطني اللبناني، عايدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني برئاسة المهندس ميشال متى اللبنانيين والجيش اللبناني في ذكرى إستقلال لبنان ال ٨٠، وقالت في بيانٍ :"يمر الإستقلال هذا العام حزينًا على وطننا، في ظلِّ شغورٍ رئاسي وإنهيارٍ تام على كل المستويات. فهو يواجِه في الحاضر كما في الماضي، جملة تحديّات سياسيّة ووجودية، سببها وللأسف تركيبته الإجتماعية المتعددة".

أضاف البيان: "لبنانُنا اليوم على شفيرِ حربٍ بدأت فعليًّا على أرضه ويُخشى ان تتوسع، في حين أن الشعب اللبناني يرزح تحت وطأةِ أزمةٍ إقتصاديةٍ هي الأصعب في تاريخه. فالإستقلالُ يكونُ بتحمُّل المسؤولية، دفاعاً عن الوطن وتمسُّكًا بالشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني قيادةً وعناصر، لتضحياتهم الباسلة صَونًا لكرامة اللبنانيين وحفاظًا على السيادة والإستقرار على كامل حدود لبنان. اليوم، كلُّنا أمام اختبارٍ حقيقي، في تحويل الذكرى إلى فرصة، ووضع مصلحة لبنان ومستقبل أجياله فوق كل المصالح، وتجنّب المزيد من الشغائر، وانتخاب رئيس للجمهورية بأقرب وقت ممكن، إيذانًا بمرحلة جديدة من التعافي والنهوض والسلام".

الى ذلك، تمنى المرصد الاوروبي للنزاهة في لبنان، وبمناسبة العيد الثمانين للاستقلال في لبنان ، أن يستعيد اللبنانيون سيادتهم من المتعدين على المؤسسات في البلاد، معتبرا انه من غير الممكن بسط السيادة دون سيادة القانون التي تضمن المساواة بين الجميع".

وأكد المرصد بالمناسبة مواصلة النضال مع ذوي النوايا الحسنة لتحرير مؤسسات البلاد من نظام الإفلات من العقاب الذي يحمي الفاسدين.

بدوره، اشار بهاء الحريري الى انه "مرة جديدة تحل ذكرى الاستقلال على لبنان المنهك بمآسيه، ورئاسته الأولى شاغرة وشعبه يعاني وحدوده مستباحة، فاستقلال لبنان الحقيقي يكون بتطبيق الطائف وانتظام عمل مؤسسات الدولة، التي وحدها لها الحق بحماية سيادة واستقلال الوطن".

وذكّر رئيس “جمعيّة عدل ورحمة” الأب نجيب بعقليني، بانه " كلنّا للعلم....كلّنا للوطن.... هل هذا صحيح...؟! لتكن أقوالنا أفعالاً، لتكن أقوالنا وأفعالنا أفضل تعبيرعن ثقافتنا وتربيتنا الوطنية الصحيحة".

وأضاف :"لنمد الجسور في ما بيننا لنتعاضد ونتكاتف في هذه المرحلة الصعبة والحرجة كي نتخطى الأزمات والصراعات من اجل إعادة بناء وطن يسوده الامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والسلام المبني على التعاضد والتعاون والتسامح. لنتكافل ونتضامن مع مواطني بلادنا. لنجعل من اخلاقيات التضامن الانساني هويتنا وتضامنا وهدفنا".

وفي السياق نفسه، لفتت اللجنة المركزية لحزب الطاشناق في لبنان الى ان "الثاني والعشرون من تشرين الثاني، يوم يوقد مشاعر الفخر والإعتزاز بقيام وطن حرّ لمواطنين اعتنقوا الحريّة والعيش المشترك؛ ونحيي فيه، نحن اللبنانيون، ذكرى كلّ مَن بذل التضحيات على مرّ العقود من أجل هذا الوطن وشعبه".

وتابعت :"غير أنّ هذه المناسبة تعود علينا هذا العام، واللبناني يختمره القلق والمرارة. فمن الدماء التي تسيل على حدودنا الجنوبيّة، إلى المخاطر التي تتهدّد لبنان والإقليم جرّاء استشراس الكيان الصهيوني إزاء الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى الأزمة المستمرة في سوريا وما تسببه من نزوح، كلّها عوامل تنعكس مباشرةً على الوطن والشعب اللذين يعيّدان اليوم الإستقلال".

واعتبرت ان "تفاقم هذه المخاطر التحديات المالية والإقتصاديّة التي تواجهها الساحة الداخلية، مع انعكاسها وضعًا معيشيًا خطيرًا يواجهها اللبناني لجهة البطالة المتفاقمة، والغلاء المستمرّ، وفقدان شريحة كبيرة من المواطنين مقوّمات الأمان الإجتماعي من الطبابة والإستشفاء والدواء والتعليم والسكن، وصولاً إلى عجز شرائح واسعة من تأمين أساسيات العيش من ماء وغذاء وطاقة".

واعتبرت انه "إزاء هذين الواقعين الإقليمي والداخلي، وفي عيد الإستقلال، يستحيل تقبّل واقع دولة يحتلّ فيها الشغور موقع رئاستها، وتكبّل حقيقة الإستقالة سلطتها التنفيذية، ويحدّ الجدل الدستوري عمل سلطتها التشريعيّة، وتكابد أجهزتها وإدارتها، بدءًا من جيشها وصولاً إلى سائر دوائرها، من أجل تأمين استمرارية العما باللحم الحيّ، لا بل من أجل البقاء في بعض الحالات.

رغم كلّ ما سبق".

وتابعت :"في ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٣، تتقدّم اللجنة المركزية لحزب الطاشناق في لبنان من جميع اللبنانيين بالتهاني مع التذكير، بأنّ الإستقلال يبقى الإنجاز التي تحقّق بفضل نضال عقود وأجيال وتضحياتهم، لضمان قيام وطن حرّ سيّد مستقلّ نهائي لجميع أبنائه.

وتتوجّه اللجنة المركزية بتحية إجلال لكلّ من قدّم ويقدّم أغلى التضحيات من أجل هذه الرسالة، من أجل لبنان".

وتوجّهت اللجنة المركزية لحزب الطاشناق في لبنان إلى جميع اللبنانيين، مواطنين ومواطنات، قيادات ومرجعيات، لتذكيرهم بأنّ الإستقلال ليس إنجازًا فقط، بل هو فعل إيمان يقتضي العمل والسعي اليومي والتضحية لحمايته وترسيخه.

واعتبر ان "لبنان أحوج ما يكون اليوم لهذه المقاربة من أجل تأمين إكتمال عناصر السلطات الدستورية وانتظام عملها، ومواجهة أزمات الإدارات والمؤسسات والأجهزة، بهدف مواجهة الأخطار الجسيمة المحدقة بالوطن، والأزمات الخطيرة التي تعصف بالوطن".

ووجه البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك كلمة لمناسبة عيد الاستقلال اشار فيها الى انه "أتى عيد الاستقلال هذا العام حزينًا وبفراغ لا نزال نعيشه في وطن جريح مزقته اللامسؤولية واللامبالاة فلذا نسأل الله أن يمن علينا برئيس للبلاد وحكومةٌ، وإصلاحات، وقضاء مانعة الفراغ وحكومة تعمل على انتشال الشعب الغارق، الذي يتخبط بين أمواج الجشع وانعدام المسؤولية. إننا نطلب من أولادنا الأمناء الصلاة لأجل أمن وأمان وسلام الوطن، لكي تبقى أرزة لبنان زاهية على علم لبنان".

بدوره، ذكر رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، أنّ "في ذكرى عيد الاستقلال نستذكر فيها ما حققه رجالات لبنان من نضال في زمن الانعتاق والتحرر من قبضة المستعمر للانطلاق في رحاب مسيرة ديمومة ونجاح الكيان اللبناني من خلال بناء دولة العدل والقانون والمؤسسات والعزة والكرامة والسيادة".

ولفت إلى أنّ "سنوات طويلة مليئة بالاخفاقات والكبوات اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من تشرذم وتعثر وتفكك يؤدي الى الانهيار والاندثار في مستقبل مجهول للبنانيين بالنسبة لمصير وطنهم. هذا ما يدعو قيادات اليوم من شخصيات واحزاب سياسية الى مضاعفة الوعي والجهد في سبيل توحيد الكلمة ورص الصفوف في محاولة لايقاف الانهيار والحد من الاذى والضرر بما يحمي لبنان واللبنانيين من سوء الاقدار والمحن".

وأوضح أنّه "يبقى الرهان وفي خضم ما نمر به اليوم من مواجهة مصيرية مع عدو اسرائيلي شرس وعنصري لا يرحم في حربه التدميرية والتوسعية، ان يدرك كل مواطن لبناني مخلص لوطنه انه في وحدة الصف والتعالي فوق التباينات والخلافات الداخلية البغيضة ، خلاص لنا جميعا وامانة في اعناقنا لمستقبل واعد للاجيال القادمة من شباب لبنان".

وأعلن وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان أن "الاستقلال ليس ذكرى سنوية فقط، بل هو حالة وطنية معاشة يومياً في النفوس والممارسة، تبعث في اللبنانيين الشعور بالفخر والاعتزاز والكرامة."

ولفت رئيس جمعية نورج فؤاد أبو ناضر الى انه "تغيب عن ذكرى الاستقلال الثمانين البهجة والفرحة بالعيد. ويترافق معه القلق على المصير، والخوف من اندلاع حرب على حدود لبنان الجنوبية قد تمتدّ على مساحة الوطن، تؤدّي الى دمار وتهجير، فضلاً عن معضلات اجتماعية ومشاكل اقتصادية، وعدم حلّ مسألة النازحين والسلاح المتفلّت غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني. وعلى الرغم من الأجواء الملبّدة، والمخاطر المحدقة، والتحدّيات الكبيرة، تبقى ثقة اللبنانييين بجيشهم وبقيادته وبقدرته على بسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية. فالجيش والاستقلال صنوان لا يفترقان. ويحزننا أيضاً استذكار استشهاد الشيخ بيار أمين الجميل في هذه الذكرى، ويحزننا أكثر فشل الدولة وتقاعسها عن كشف المجرمين القتلة الذين نفّذوا عملية الاغتيال، والجهات التي تقف وراءهم ووراء عمليات الاغتيال منذ العام ٢٠٠٥ ولغاية اليوم."