وجه المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، لمناسبة عيد الاستقلال الثمانين، النشرة التوجيهية الى عسكريي الامن العام، مشيراً إلى أنه "في هذه المناسبة، تغمر قلوبنا غصة كبيرة نتيجة ما تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر يقوم بها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين والاطفال والرضع، حتى انه لم يستثن اطفال لبنان عندما استهدفت صواريخه يوم الخامس من تشرين الثاني سيارة مدنية في الجنوب، مما ادى الى استشهاد ثلاث فتيات مع جدتهن، ولا تزال والدتهن تقبع في المستشفى مثقلة بجراحها، وكل ذلك هو نتيجة الرفض الاسرائيلي للسلام العادل والشامل في المنطقة، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ارضهم".
واعتبر أنه "أمام هذا الواقع، يحتم عليكم الواجب ان تثابروا على ما تقومون به من دور طليعي في خدمة اللبنانيين والمقيمين، والمساهمة في ضمان الامن والاستقرار الداخلي، سيما وان هذه المهمات التي تدخل في صلب صلاحيات الامن العام، تتطلب مقاربة لكل الملفات بعناية لنصل بها الى خواتيمها الصحيحة، وبما يخدم مصلحة لبنان العليا".
ورأى أ، "من ابرز هذه القضايا ملف النزوح السوري والعمل على ايجاد حل سريع له، يشكل مرتكزا اساسيا في تحصين بنيان الدولة ونزع كل الاوراق التي قد تستخدم لاحقا في فرض وقائع ديموغرافية لا طاقة للبنان على تحملها، لا جغرافيا ولا سياسيا ولا اقتصاديا ولا امنيا والاخطر كيانيا".
وأشار إلى أن "الفرصة المناسبة للبحث في ملف النزوح هي في هذا الوقت بالذات، حيث المشاريع الخطيرة على مستوى المنطقة، والتي يخشى ان يكون لبنان ساحة تصفية لها".
وتوجه إلى العسكريين بالقول: "تفانيكم بعملكم، على المستويين الخدماتي والاداري اضافة الى المهمات الامنية، يشكل عاملا ايجابيا في اطار تمتين وحدة الموقف حيال الثوابت الوطنية، وفائض دعم في تحصين الامن والامان، وتأمين مساحة من الاستقرار ليتمكن المعنيون من مواجهة الاستحقاقات الخارجية والداخلية على انواعها وفي مقدمها تطورات الوضع في غزة، انتخاب رئيس للبلاد، معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية، لاسيما المعيشية منها التي ستبقى شغلنا الشاغل لتأمين الدعم الدائم لكم عن طريق ترشيد الادارة، واستدامة التقديمات الاجتماعية والتعليمية والصحية".
ولفت إلى أنه "بقدر ما نعرف حجم الصعوبات والتحديات، بقدر ما نكون واثقين ومؤمنين بأننا نملك القدرة على مواجهتها متى توافرت النية والارادة، والمساهمة في تخطي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا. ومهما بدت الظروف الراهنة صعبة وحرجة، فإن الامكانيات التي يملكها لبنان في مختلف المجالات، تجعلني أرى المستقبل مضيئا ومشرقا".