أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى "أنّنا في حزن عميق على ما يجري، إذ يسقط صحافيّون يقومون بواجبهم، كان آخرهم المرحومَين فرح عمر وربيع المعماري، إلى جانب الشّهداء الآخرين الّذين يسقطون".
وشدّد، خلال لقائه في بكركي وفدًا من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، برئاسة نائب رئيس المجلس الشّيخ علي الخطيب، على أنّها "زيارة عزيزة على قلبنا، لأنّها مناسبة نتشارك فيها همومنا ومشاعرنا ومواقفنا تجاه ما يجري في غزة. هذه الحرب علّمتنا بكلّ أسف، أنّ العالم لا تعنيه حياة الإنسان. فقدت الحياة البشريّة كلّ قيمتها وكرامتها وقدسيّتها، وهذا ضدّ كلّ تعاليمنا السّماويّة".
وأكّد الرّاعي أنّ "كلّ شخص يسقط إنّما هو مخلوق على صورة الله بحسب تعاليمنا، والله وحده سيّد الحياة والموت"، مركّزًا على "أنّنا أمام مأساة كبيرة من تاريخ البشريّة، ويتبيّن أنّ القلوب البشريّة فقدت إنسانيّتها، وأصبحت قلوبًا من حجر. أطفال ونساء ومسنّون ومرضى في المستشفيات يُقتَلون. الإنسان فقد قيمته في هذا العصر".
ولفت إلى "أنّنا نصلّي لكي يضع الله حدًّا لكلّ هذا الشّرّ الجاري"، موضحًا أنّ "الحرب على غزة بكلّ أسف تجعلنا ندرك أنّ المقصود هو إطفاء القضية الفلسطينية، ومطالبة الفلسطينيّين بحقوقهم بدولة خاصّة بهم، نحن دائمًا ندافع عنها. هو رفض ومحو لكلّ حقوقهم، لكنّ هذه القضيّة لا تموت، لأنّ الحقّ والخير يسميان على كلّ شيء".
كما اعتبر أنّ "حضوركم جاء في وقته، لنقدّم التّعازي بكلّ الشّهداء الّذي سقطوا، خصوصًا على أرض لبنان، وآخرهم المجموعة الّتي سقطت أمس ومن بينهم ابن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب محمد رعد. ونقدّم بهذه المناسبة التّعزيّة له ولكلّ عائلات الشّهداء، وسنتّصل به لتقديم التّعازي الحارّة".
ودعا الرّاعي إلى أن "تكون دماؤهم من أجل لبنان، افتداءً للبنان وحمايةً له وحفاظًا عليه، ليظلّ أرض التّلاقي والوحدة والعيش معًا، بكلّ ما له من قيم"، مضيفًا أنّ "زيارتكم بلسم للقلب في هذا الظّرف بالذّات، ونتطلّع إلى أن نشبك أيادينا معًا ونواصل خدمتنا الرّوحيّة". وأكّد أنّ "من الضّروري جدًّا أن نعقد قمّتنا الرّوحيّة، لكي نوحّد موقفنا"، مبيّنًا أنّ "هذا اللّقاء يعطي ثقةً للشعب اللبناني الّذي فقد ثقته بالجميع، ولا يرى أفقًا".
من جهته، أكّد الخطيب بعد لقاء الرّاعي، أنّ "ما يحصل في المنطقة يمسّ القيم الإنسانيّة الّتي تنتهك بأصرح ما يكون أمام العالم كلهّ".
ورأى أنّ "اليونيفيل تكتفي بتسجيل الاعتداءات الإسرائيليّة، من دون أيّ إجراء يتّخذه مجلس الأمن"، مشدّدًا على أنّ "من الضّروري أن يكون اللّبنانيّون في موقف واحد أمام العالم، لصون البلد في هذا الظّرف، إذ لا ينبغي أن تكون الخلافات السّياسيّة مجالًا للأخذ والرّد".
وأشار الخطيب إلى أنّ "الوحدة الوطنيّة في لبنان مطلوبة اليوم، للحفاظ على البلد، ويجب أن تؤجَّل الخلافات السّياسيّة وألّا تنعكس الانقسامات على الوحدة الوطنيّة، فنحن جميعًا في مركب واحد".