أشار وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، إلى أنّ "الحرب اليوم هي حرب ضروس، سقط فيها شهداء مدنيّون نساءٌ وأطفال وصحافيّون، والكثير من شهداء المقاومة. نعم إنّهم كُثُر سقطوا دفاعًا عن الوطن، إنّهم كثر لأنّهم افتدوا القرى والمدن في العمق بدمائهم، ومنعوا امتداد النّار إليها، وحصروا المعركة في ميدانها الأخطر، وأسندوا إخوانهم في غزة الّذين يسطّرون ملاحمَ لم يعرف لها التّاريخ مثالًا، أَرعبت العدو وأرغمت قيادته على الرّضوخ لشروط الهدنة وعلى الإفراج عن الأسرى".
وأكّد، خلال رعايته حفل افتتاح البئر الإرتوازيّة وخزّان المياه في بلدة الوردانيّة في إقليم الخروب، أنّ "شهداءنا قد منعوا امتداد الدّمار إلى الدّاخل اللّبناني وإلى البنى التّحتيّة اللّبنانيّة، لأنّ هذا ما يتقنه العدو الإسرائيلي، طبعًا الى جانب المجازر. ولولا ذلك ما كنّا اليوم على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود الجنوبيّة، نجتمع بمأمنٍ منه، وندشّن مشاريع إنمائية تساعد الأهالي على البقاء والصّمود في أرضهم".
وركّز فيّاض على أنّ "رغم الظّروف الاقتصاديّة والماليّة غير المسبوقة الّتي مرّ بها لبنان على مدى السّنوات الماضية، وانعدام الموازنات الاستثماريّة في وزارة الطاقة والمياه، ووصول مؤسّسات المياه إلى حافة الانهيار المالي، تمكّنّا بجهود الأوفياء والموظّفين المتفانين من إنقاذ بعض المشاريع الإنمائيّة المهمّة، ومنها مشروع الوردانيّة".
ولفت إلى أنّ "حفل التّدشين هذا لم يكن ممكنًا، لولا تضافر جهود الجميع: من رئيس مجلس إدارة مدير عام مؤسّسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران وإصراره على المضيّ قدمًا بالتّنفيذ، إلى فريق عمل المؤسّسة المثابر دون مقابل تقريبًا، وصولًا الى فريقَي المتعهّد والإستشاري".
كما أوضح أنّ "مع انتهاء هذا المشروع، سيتمكّن أهالي الوردانية من الحصول على المياه بشكلٍ آمن ومستدام، بفضل البئر الأرتوازي المجهّز الّذي سيؤمّن أكثر من ألف متر مكعب من المياه يوميًّا، تخضع لعمليّة تعقيم وتُضَخّ إلى خزّان تبلغ سعته ألف متر مكعّب"، مبيّنًا أنّ "مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ستعمل على تشغيل المنظومة وصيانتها، وستسعى بالتّعاون مع السلطات المحلّية، إلى تغطية الوحدات السكنيّة كافّة الواقعة ضمن نطاق خدمة هذا المشروع؛ وإشراك الجميع ورفع معدّلات الجباية إلى مستواها الأقصى تأمينًا لاستدامة المشروع ماليًّا".
وشدّد فيّاض على "أنّنا لن نقبل أبدًا بأن يبقى مشروع سد بسري معطّلًا كرمى لعيون حفنةٍ من المضَلَّلين والمضَلِّلين، والدّليل على ذلك استمرارنا الحثيث ببناء محطّة الوردانيّة الّتي ستؤمّن المياه النّظيفة لساحل الإقليم وعاليه وبعبدا والمتن والعاصمة بيروت". وأشار إلى أنّ "أطماع العدو الإسرائيلي بمياهنا لا تحتاج إلى تبيان، وخير ردٍّ عليها المضيّ بمشاريعنا المائيّة وباستغلالنا لآخر نقطة ماء تسقط على أرضنا أو تنبع منها، شاء من شاء وأبى مَن أبى".