أكّد نائب رئيس المجلس التّنفيذي في "حزب الله" الشّيخ علي دعموش، أنّ "عملية "طوفان الأقصى" حفرت عميقًا في ذاكرة ووجدان العدو الصهيوني، صورة المذلة والمهانة والهزيمة التي لن يمحوها شيء، بينما حفرت عميقًا في قلوب الفلسطينيين والمقاومة والشعوب العربية والاسلامية صورة النصر الآتي بإذن الله على هذا الكيان المحتل".
ورأى، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينيّة بلدة حولا الجنوبيّة، أنّ "الحرب على غزة والقصف التدميري والمجازر الجماعية لم تمكّن العدو من تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها للحرب، فهو لم يستطع سحق المقاومة في غزة، ولم يتمكّن من تحرير الأسرى الصهاينة بالقوة، ولم يحمِ مستوطناته من صواريخ المقاومة، ولذلك اضطر للتراجع عن كل اللاءات التي أعلن عنها خلال الأسابيع الأولى من العدوان، وقبِل مرغماً بهدنة قابلة للتمديد؛ وبصفقة تبادل للأسرى وبشروط المقاومة".
وأشار دعموش إلى أنّ "العدو قال إنه لا يريد هدنة إنسانية، فإذا به يفعل ذلك مرغمًا، وقال إنه لا يريد تفاوضاً حول الأسرى، ففاوض رغمًا عنه وقبل بصفقة تبادل جزئية للأسرى، وقال إنه يريد القضاء على حركة "حماس"، فإذا به يفاوض "حماس" ويعقد معها اتفاقًا"، مركّزًا على أنّ "كل هذا يعني أن المقاومة هي التي فرضت شروطها، وأن منطقها وإرادتها هي التي انتصرت في نهاية المطاف، وهذا إنجاز كبير للمقاومة".
ولفت إلى أن "العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلاّ بعدما فشل في كسر المقاومة، وفي كسر إرادة أهل غزة وفي تهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم"، مشدّدًا على أنّ "العدو فشل وسقطت أهدافه بفعل صلابة المقاومة وثبات الشعب الفلسطيني، وإصراره على التمسك بأرضه والبقاء فيها مهما كان الثمن، وهذا ما تؤكده المشاهد والمواقف التي رأها العالم، وعبّر عنها أهل غزة حينما زحفوا بعد الهدنة نحو مناطقهم وبيوتهم المدمرة؛ وعبّروا من فوق الركام عن صمودهم وثباتهم في أرضهم".
كما أوضح أنّه "إذا استأنف العدو عدوانه بعد انقضاء أيام الهدنة، فإن المقاومة في غزة ستعود إلى ميادين المواجهة بقوة أشد وأكثر عزمًا وتصميمًا، ولن ترضى هذه المرة بأقل من إلحاق هزيمة مدوية بالعدو تفشل معها كل أهدافه ومخططاته".
وأضاف دعموش: "صحيح أن الاسرائيلي استطاع أن يقتل حتى الآن أكثر من عشرين ألفًا من المدنيين ويجرح عشرات الآلاف من أهل غزة، ويدمر أجزاءً واسعةً من القطاع، ولكنه لم يستطع قتل روح المقاومة لدى أهل غزة أو أن يكسر إرادتهم، أو ينال من صلابة وعزم المقاومة، فالعدوانية الصهيونية التي لا حدود لها يقابلها قوة واقتدار وثبات المقاومة، والمأساة الكبيرة لدى أهل غزة يقابلها صبر وصمود أهل غزة، ونحن على ثقة ويقين أن نتيجة الثبات والصبر هو النصر في نهاية المطاف بإذن الله".
وأكّد أنّه "لا يجوز أن يفلت العدو من العقاب على جرائمه، ويجب أن تتكثف وتتواصل التحركات الدولية الداعية إلى محاسبته ومعاقبته على الجرائم التي ارتكبها في غزة"، معتبرًا أنّ "أكبر خطيئة يمكن أن يرتكبها الغرب بحق الإنسانية، بعد خطيئة إطلاق يد العدو لقتل أهل غزة، هو تمكين هذا العدو المتوحش من الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها ضد الشعب الفلسطيني".
وذكر "أنّنا في "حزب الله" ساندنا ودعمنا أهل غزة، انطلاقا من واجبنا الايماني والوطني والاخلاقي والانساني، وقدمنا أعز شبابنا ومجاهدينا شهداء على طريق القدس ومن أجل لبنان وفلسطين، وكان الهدف هو مؤازرة المقاومة في غزة ما أمكن كي تنتصر؛ والضغط على العدو ليوقف عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة".
إلى ذلك، رأى الشيخ دعموش أنّ "المقاومة استطاعت من خلال تصاعد عملياتها كمًّا ونوعًا، أن تفرض على العدو حرب استنزاف حقيقيّة ومتواصلة، فشتت قدراته وأجبرته على استقدام 100 ألف جندي ونشرهم على الحدود، وأوقعت الكثير من الإصابات في صفوفه، وفرضت عليه تحريك 50 بالمئة من سلاح الجو لهذه الجبهة، وأفرغت نحو 27 مستوطنة من مستوطنات الشمال من سكانها، وحولتها إلى ساحة صيد لجنوده، وهجّرت أكثر من سبعين ألف مستوطن، وأصابت إجراءاته الأمنية وأجهزته التجسسية والفنية على طول الحدود بضربات نوعية وفي الصميم، وهذا كله شكل ضغطاً على العدو، وخفف عن غزة؛ وساهم بشكل مؤثر في مسار واتجاه المعركة".
وأعلن أن "المقاومة ستبقى حاضرة في الميدان تقف بكل قوة وشجاعة وحكمة في مواجهة العدو، ولن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان".