إستطاع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان يفرض حضوراً لبنانياً ريادياً في مؤتمر "كوب 28" المناخي الذي إنعقد في الإمارات العربية المتحدة.
نجح ميقاتي في اتجاهين اساسيين: خطاب نوعي امام قادة الدول التي حضرت اجتماع دبي، ولقاءات دسمة على هامش المؤتمر.
وظّف رئيس حكومة لبنان مشاركته في مؤتمر المناخ ليحمّل إسرائيل مسؤولية الخراب البيئي، حيث ربط ميقاتي بين عدوانية اسرائيلية وكوارث بيئية، بسبب معاناة مناطق واسعة في لبنان من الاثار الشديدة للتدهور البيئي الناجم عن الاعمال العدائية الاسرائيلية المستمرة.
هنا سجّل ميقاتي هدفاً سياسياً مغلّفاً بالإطار البيئي، ليقول عملياً: اوقفوا عدوانية إسرائيل، لتساهموا في الحفاظ على البيئة والمناخ.
يستند رئيس حكومة لبنان الى واقع ينطلق من تخريب الاسرائيليين لمساحات خضراء واسعة جنوب لبنان، واستخدام تل ابيب في اعتداءاتها اسلحة محرمة دولياً تقضي على كل انواع الحياة في المناطق المستهدفة.
واذا كانت قيادات العالم تتجاهل كل ما يمسّ بإسرائيل، لكن تركيز ميقاتي في مؤتمر كهذا على اثار العدوانية الاسرائيلية في زمن العدوان على غزة، يساهم في زيادة فضح تلك العدوانية.
من ناحية ثانية، أتت اجتماعات ميقاتي التي عقدها على هامش اعمال المؤتمر في دبي، لتشكّل حدثاً في الشكل ومضمون اللقاءات، انطلاقاً من نوعية الاجتماعات.
يعاني لبنان منذ سنوات من أزمات سياسية واقتصادية ابعدته عن جدول اعمال العالم، خصوصاً بعد ارتكابات الحكومة السابقة التي كان يرأسها حسان دياب في كل اتجاه داخلي وخارجي، لا سيما ان تلك الحكومة ساهمت في تهميش الدور اللبناني عربياً ودولياً، وزادت افعالها وضعف رئيسها من حجم النكبات التي يعيشها البلد.
الآن يعيد ميقاتي رئاسة الحكومة اللبنانية الى دورها، التي كان لها الدور الريادي في جذب الاهتمام الخارجي بلبنان ومؤازرته مالياً ودبلوماسياً طيلة عقود مضت. ومن هنا جاءت لقاءات رئيس حكومة لبنان مع عدد من رؤساء وقيادات ورؤساء حكومات العالم المجتمعين في دبي، طارحاً ملفات اساسية اهمها بشأن مخاطر الاعتداءات الاسرائيلية على غزة ولبنان، ليتكامل خطابه مع مضمون لقاءاته.
وقبل انعقاد مؤتمر المناخ في دولة الامارات كان زار رئيس حكومة تصريف الاعمال تركيا منذ ايام، واجتمع مع رئيسها رجب طيب اردوغان الذي بدا انه يتعاطى مع ميقاتي كزعيم اسلامي في الاقليم، اضافة الى كونه رئيس حكومة لبنانية.
يلقى نجاح ميقاتي دولياً صدى ايجابياً، رغم ان عواصم العالم لا تزال تركّز على اهمية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وهو محط متابعة خارجية خجولة، رغم محاولة الفرنسيين والقطريين مؤازرة اللبنانيين من دون الوصول الى نتيجة لغاية الان.