بات التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون شبه محسوم. إنها مسألة أيام. وهذا التطور ما كان ليحصل لولا "القوات اللبنانية" التي كانت على توافق ضمني ومعلن مع "التيار الوطني الحر" و"الكتائب" و"حركة الاستقلال" وبعض النواب المسيحيين "المستقلين" برفض مقولة " تشريع الضرورة"، وعدم تلبية ايّ دعوة لحضور جلسة مناقشة عامة للمجلس النيابي في ظل شغور منصب رئاسة الجمهورية.
وقاومت القوات كل محاولة لاقناعها بحضور جلسات دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري متذرعة بالعنوان نفسه. وها هي اليوم تقبل بحضور جلسة عامة سيدعو اليها رئيس المجلس لا قناعة منها بضرورة التمديد للعماد جوزاف عون التي لم تكن علاقتها به مميزة في يوم من الايام بل نكاية برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ورغبتها في تسديد "بوكس" سياسي موجع اليه، بعدما تبين أن هناك أجواء ملائمة لخيار التمديد. وعلم أن جعجع تلقّى عبر السفيرة الاميركية في بيروت نصيحة إدارة بلادها بالسير في هذا الخيار. صحيح ان " القوات اللبنانية " ستسجل كرة في مرمى "التيار" متّبعة قاعدة "نكاية بجاري بحرق شروالي"، وفي يقينها انها ستستطيع دق الاسفين بين مؤسسة الجيش والـ"عونيين" الذين كانوا في خط الدفاع الأول عنها، عندما كانت تتلقى سهام "القوات" واعوانها. وتقول اوساط "التيار" أن سمير جعجع اثبت في موقفه هذا أنّ الثوابت تسقط عند المصالح الآنيّة. وتابعت هذه الاوساط: "انه اذا صحّت المعلومات التي تقول ان بند التمديد للعماد جوزاف عون سيأتي في سياق مجموعة بنود تشكل جدول أعمال الجلسة العامة، والتي يتعين على "تكتل الجمهورية القويّة" حضورها وعدم الانسحاب منها، فإنه لن يعود لجعجع ايّ مبرر منطقي لرفض حضور اي جلسة عامة تتم الدعوة إليها". ومن نافل القول أن ذلك سيكون موضوع استغلال "التيار الوطني الحر" الذي سيشنّ بطبيعة الحال حملة تشكيك بصدقيّة "القوات"، ما يعني ازدياد وتيرة الحملات السياسية والاعلامية الحادة بينهما.
واذا اردنا " تقريش" المعركة الدائرة في موضوع " التمديد لقائد الجيش" يمكن القول أن جعجع ربح "معركة" النكاية على باسيل"، وأن جبران باسيل ربح على جعجع في معركة "التشكيك بصدقيّة القوات"، اما الرابح الأكبر، فكان نبيه بري الذي استدرج "القوات اللبنانية" إلى حيث لا ترغب، أيّ إلى التشريع الضروري وغير الضروري قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وضحك في سرّه وهو يرى باسيل قد خسر معركته في مواجهة التمديد لقائد الجيش. كما اثبت ان الحق معه عندما قال: إن المشكلة عند الموارنة. نعم ومن دون مكابرة، فإن المشكلة عندهم.