لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال زيارته مطرانية صور المارونية، في إطار جولة تضامنيّة مع الجنوب، إلى أنّ "هذا اللّقاء أخذ قيمته ومعانيه من كلمة الرّبّ، أنّ السّلام عطيّة إلهيّة سلّمنا إيّاها الله كي نعيشها ونحقّقها. أجمل عطيّة يعطيها الرّبّ للبشر هي السّلام: السّلام معه، السّلام مع الذّات، والسّلام مع بعضنا البعض".
وأشار إلى "أنّنا أتينا لنصلّي معكم من أجل السّلام في هذه المنطقة بالأخص، الّتي تدفع ثمن حرب ضروس، لا يوجد فيها شيء من الإنسانيّة، وأي احترام لحقوق شعب. ما نراه يدمي القلوب، ونتساءل هل ما زال في قلب البشر مشاعر إسنانيّة؟".
وأكّد الرّاعي أنّه "لا يمكننا كمجلس بطاركة وأساقفة كاثوليك إلّا أن نأتي إلى هنا، ولو كانت الزّيارة محصورة بصور، لنحيّي أهلنا في الجنوب، وسنزور المراجع الإسلاميّة والمسيحيّة في المدينة، كي نقول للجنوبيّين بكلّ معنى الكلمة أنّنا معكم وبقربكم". وذكر "أنّنا كنّا حريصين في المجلس أن تأتي إلى هنا، لنحافظ معًا على وحدتنا في تنوّعنا. القرى الجنوبيّة تعيش تبعات الحرب على غزة، وكنّا نتمنّى زيارة مختلف البلدات لكن الأوضاع لا تسمح بذلك".
وركّز على أنّ "هذه الحرب المدمّرة ليست محصورة في غزة، بل هي حرب نخاف كلّنا من امتدادها، لأنّ ما نراه لا يخضع لأيّ شريعة دوليّة أو إنسانيّة، وهو خارج عن كلّ شيء، وكأنّ العالم ليس في القرن الواحد والشعرين"، مبيّنًا "أنّنا جئنا لنصلّي معًا ولنشبك أيدينا معًا، ولنعلن أنّنا جماعة السّلام ونريد السّلام، ومن دون السّلام لا حياة لأيّ إنسان".
وأوضح أنّ "كل إنسان أتى إلى العالم، لأنّ الله أعطاه صورته ووجوده، ولأنّ لديه دورًا في المجتمع، ولا نقبل أن يتشوّه وجه هذا الإنسان"، لافتًا إلى أنّ "ما يجمعنا ببعضنا أنّنا كلّنا أبناء إله واحد وأخوة، وهذه ثقافتنا اللّبنانيّة الّتي يجب أن نحافظ عليها ونحميها".
كما أعرب عن إدانته وشجبه "الحرب الضّروس الإباديّة الجارية في غزة والضفة الغربية، وكأنّنا أمام محو لشعب"، مشدّدًا على "أنّنا هنا لنعلن أنّه لا يمكن أن نقبل لا بثقافتنا الرّوحيّة ولا الوطنيّة، بسحب حقّ أيّ إنسان وأيّ شعب. ونعلن تضامننا مع اخواننا المتألّمين، ونقول إنّ القضية الفلسطينية لم تمت، والحلّ هُم يريدونه ونحن معهم، وهو حلّ الدّولتَين؛ وإلّا فلا سلام في المنطقة".