أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "كثيرين من الزّعماء والمسؤولين ومن بعض فئات الشّعب في هذا البلد، يزيدون الأثقال على كاهل المواطن. فرغم ضيق حال المواطن، لا تفوّت الحكومة فرصةً من أجل فرض رسوم وضرائب جديدة، فيما نسمع بصفقات ومناقصات مشبوهة ربّما تفوت على الدّولة أموالًا طائلة".
ولفت، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس الإلهي في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في بيروت، إلى أنّ "عوض تعزيز الجباية، ومكافحة التّهريب، ومنع التهرب الضريبي والجمركي، والتّغاضي عن استغلال عقارات الدّولة، تقترح زيادات على الضّرائب والرّسوم من أجل زيادة إيراداتها، بصرف النّظر عن مستوى دخل المواطنين أو إمكانيّاتهم الماليّة؛ وقد هدرت أموالهم في المصارف بسبب أخطاء يتبرّأ الجميع منها".
وأشار المطران عودة إلى أنّه "لو شهد بلدنا محاسبةً فعليّةً، لما هُدر المال العام، ولما خسر المواطنون ودائعهم وانهار الاقتصاد ومعه البلد. ولكن كيف يحاسب مجلس النواب، الّذي ينوب عن الشّعب ولا يجتمع، حكومةً هي صورة مصغّرة عنه؟ كيف تتمّ المحاسبة إن لم يكن فصل حقيقي للسّلطات؟".
وشدّد على أنّ "من هنا ضرورة انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة تتولّى إدارة البلد، وحماية البشر وتأمين الاستقرار، وتفعيل عمل المؤسّسات وملء كلّ الشّغور فيها، لكي تعود عجلة الدّولة إلى العمل، وتستقيم الأمور العالقة".
كما ركّز على أنّ "هذا بالإضافة إلى ضرورة وجود سلطة تنفيذيّة فاعلة في هذه الظّروف المصيريّة، تتولّى حفظ سيادة لبنان وصون حدوده وحمل صوته إلى حيث يجب، والدّفاع عن وجوده ومصيره وحقوقه، كي لا يكون ورقةً يتلاعب بها الجميع بما يناسب مصالحهم، وكي لا يكون ساحةً يستغلّها كلّ من أراد تصفية حساب أو تسجيل موقف".
وذكر عودة أنّ "دعوتنا اليوم أن نشعر بمحبّة الرّبّ الّذي تجسّد من أجل خلاصنا، وأن نرفع ظهورنا المنحنية بثقل الخطايا، تائبين ومعترفين، لكي نهيّئ ذواتنا لاستقبال ملك المجد. وصلاتنا أن يترأف الرّبّ بنا ويسمع دعاءنا، ويبسط سلامه على منطقتنا وعلى بلدنا، ويرأف بإنسان هذه المنطقة الّتي ما برح شبح الحرب مخيّمًا عليها، يفتك ببشرها وحجرها بوحشيّة فائقة؛ والضّمير العالمي غافل يتلهّى بأولويّاته". وأضاف: "نصلّي من أجل كلّ طفل يُقهر وكلّ بريء يُظلم وكلّ بلد تُنتهك حقوقه وكلّ شعب يُشرّد، ونسأل الله أن يبعد عن بلدنا كلّ شرّ وتشرذم ويأس".