نقلت صحيفة "الجمهوريّة" عن رئيس مجلس النّواب نبيه بري، إنّ "حركة "حماس" ستخرج منتصرة من الحرب. وتأثيرات هذه الحرب على بنيتها العسكريّة والقتاليّة لا تتجاوز 5 أو 6 في المئة، وتستطيع أن تقاتل شهورًا".
وشدّد على أنّ "في هذه الحرب، ارتكبت إسرائيل "جريمة العصر": إجرام في منتهى الفظاعة، مجازر مروّعة، قَتلوا فيها حتّى الآن وعن سابق تصوّر وتصميم، أكثر من 7500 طفل وأكثر من 5000 امرأة، وانتقموا حتّى من ألعاب الأطفال".
وفي بدايات الحرب، أشار برّي لمن زاره من الأميركيّين، بحسب "الجمهوريّة"، إلى ما مفاده بأنّ "هذا الوضع، وهذا الضّغط، وهذا الحصار، وهذا التّنكيل الحاقد بالشعب الفلسطيني، وهذا الإجرام غير المسبوق، وهذا التّغاضي الدّولي، وهذا الغطاء والدّعم للقاتل، سيحوّل الشعب العربي كلّه إلى شعب فلسطيني... "يعني كلنا بدنا نصير فلسطينيّين، والشعب الفلسطيني كلّه بدو يصير حماس".
وفي موضوع التّمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، أكّد أنّ "حسم هذا الموضوع من واجبات الحكومة أوّلًا وأخيرًا، وليس من واجب المجلس النيابي، أمّا وأنّ هذا الأمر لم يحصل في الحكومة، فسينتقل تلقائيًّا إلى المجلس، ونحن ككتلة نيابيّة سننزل إلى البرلمان ونصوّت مع التّمديد، وخصوصًا منصب قائد الجيش منصبٌ حسّاس جدًّا، فضلًا عن أنّ الجيش هو المؤسّسة الوحيدة الّتي ما زالت تعمل؛ وبالتّالي لا يجوز أبدًا أن يصيبها أيّ خلل". ولفت إلى أنّه "كما ترون جميعًا، إسرائيل كثّفت اعتداءاتها على الجيش في الجنوب، فتصوّروا ماذا كان يمكن أن يحصل لو لم يكن هناك قائد للجيش؟".
أمّا في موضوع الجبهة الجنوبيّة، فأوضح برّي، بحسب "الجمهوريّة"، أنّ "حركة "أمل" ليست جهةً في الحرب، وأنا شخصيًّا أعمل لعدم توسّع الحرب، وثمّة تواصل بيننا وبين "حزب الله" حول الحفاظ على قواعد الاشتباك، علمًا أنّ الحزب منذ بداية الحرب وحتّى الآن لم يخرج في عمليّاته ضدّ جيش العدو عن قواعد الاشتباك، حيث أنّه يركّز حصرًا على المواقع العسكرية، ونحن معه في ذلك؛ بينما إسرائيل هي الّتي تخرق القواعد يوميًّا بتوسيع دائرة اعتداءاتها واستهدافاتها المتتالية للمدنيّين".
كما ركّز على أنّه "لا توجد أي نيّة لدينا بتوسيع الحرب، ولكن إن بادرت إسرائيل إلى حرب، وشنّت عدوانًا على لبنان، فآنئذ الأمر يختلف، وسنواجهها وغضب الله سينزل عليها".
وعن زيارة الموفدين الفرنسيّين إلى لبنان، أفاد بأنّه "لم يأتِ احد على ذكر القرار 1701 سوى الإعلام اللّبناني، وقبل وصول الموفدين، قرأت عنه مرات عديدة في الجرائد والإعلام، وظننت انّهم سيطرحونه معي حينما التقي بهم، ولكن جاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وبعده رئيس المخابرات الخارجيّة الفرنسيّة برنارد ايمييه، ولم يأتِ أيّ منهما على ذكر هذا الموضوع من قريب أو بعيد".
وأضاف برّي: "صحيح أنّنا نسمع دعوات الى تطبيق القرار 1701، وهذا أمر جيّد، وخصوصًا أنّنا في لبنان متمسّكون بهذا القرار وملتزمون به، ونحن أكثر من يطالب بتطبيقه وإلزام إسرائيل بذلك"، مبيّنًا أنّ "هذا القرار هو قرار دولي، أتى بوضوح على ذكر مزارع شبعا مرّتين. وحدود لبنان الدّوليّة معروفة ومحدّدة من سنة 1943، وهناك بعض النّقاط الخلافيّة على الخط الأزرق جرت معالجة بعضها، وتبقى بضع نقاط ما زالت عالقة وتحتاج إلى معالجة".
واعتبر أنّ "هذا القرار واضح وصريح، فهل المطلوب أن ينسحب اللّبنانيّون من أرضهم، أم أنّ المطلوب هو أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللّبنانيّة الّتي تحتلّها، خصوصًا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟".
وبموضوع رئاسة الجمهورية، تساءل: "لو كنّا انتخبنا رئيسًا للجمهوريّة في وقت سابق، فهل كنّا سنصل إلى ما وصلنا اليه اليوم من تخبّط وإرباك؟"، مشدّدًا على أنّ "أصل المشكلة معروف وواضح، المشكلة مارونيّة- مارونيّة، حيث لكلّ طرف اعتباراته، و"زعلهم" من هذا الكلام لا يغيّر أبدًا في حقيقة أنّ جوهر المشكلة هنا. قلت لهم دعونا نستفيد من هذا الظّرف وننتخب رئيس الجمهوريّة، ولكنهم مع الأسف لا يريدون أن يسمعوا... ورغم ذلك فإنّني ما زلت أكرّر هذه الدّعوة".
إلى ذلك، أعلن برّي، بحسب "الجمهوريّة"، أنّ لا مبادرة رئاسيّة جديدة لديه حاليًّا، "فقد سبق لي أن أتحت لهم أهمّ فرصة لانتخاب رئيس، وحتّى الآن لا أعرف لماذا رفضوها. اقترحت إجراء حوار سقفه سبعة أيّام، وبناءً على ما نصل إليه في هذا الحوار، سواءً بالتّوافق على مرشّح أو على مرشحّين أو أكثر، ننزل إلى المجلس النّيابي ونبقى فيه حتّى انتخاب رئيس للجمهوريّة". وذكّر بأنّ "رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع أوّل من رفض، ورئيس "التّيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل اعتبر في أوّل يوم أنّ دعوتي إيجابيّة، ولكنّه عاد في اليوم الثّاني ووضع أربعة شروط على طريقة "اللي ما بدو يجوّز بنتو بيغلّي مهرها".
وأكّد أنّ "بلدنا جميل، لبنان امبراطوريّة منتشرة في كلّ العالم، وأينما وُجد لبناني في أيّ بقعة من هذا العالم فهو لامع، إلاّ في بلده... لقد أنهكتنا الطّائفيّة".