لفت راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال ترؤّسه قدّاسًا وجنّازًا بمناسبة الذّكرى السّادسة لوفاة المطران أندره حداد، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، إلى أنّ "في مثل هذا اليوم، منذ ستّ سنوات خلت، انتقل إلى السّماء مَن أرسلته السّماء لزحلة وللبقاع أسقفًا وقائدًا روحيًّا ووطنيًّا، هو المثلّث الرّحمات المطران أندره حداد"، مبيّنًا أنّها "وقفة ليست للحزن على فقدان قامة رفيعة فحسب، بل هي وقتٌ لاستذكار إرثِه وتأثيره الإيجابي على مفاصل حياة هذه المدينة وهذه الأبرشيّة".
وأكّد أنّ "حداد كان بنَّاءً بامتياز ورمزًا للقيادة والجرأة والشّجاعة والبسالة والمروءة والإقدام والقوّة والصّلابة والوطنيّة والصّدق والثّبات والدّقّة والتّرتيب والتّنظيم وسرعة البديهة وخفّة الظّل وروح الشّباب، وغيرها من الصّفات الّتي توّجها بتاج الإيمان والرّحمة والمحبّة".
وأشار ابراهيم إلى أنّ "حداد كان يعيش ويعمل بروح الخدمة والتّفاني، وكان دائمًا مستعدًّا لمساعدة الآخرين، وتقديم يد العون للمحتاجين بخُفيةِ مَن يحافظُ على كرامتهم ويغارُ على سمعتهم. علّم المحبّة بمثال سيرته وقوله وفعله وكارزماتيكيّته الفريدة؛ لذلك فاز بقلوب الزّحليّين ومحبّة البقاعيّين". وركّز على أنّ "إرثه الرّوحي والإنساني يذكّرنا بأهميّة الاستقامة والثّبات في الإيمان، حتّى في وجه الصّعاب".
وذكر "أنّنا عندما نتأمّل في أسقفيّة وشخصيّة المطران الرّاحل، نجد قائدًا استثنائيًّا. قائد يتحلّى بالتّواضع والعطف والصّدق. لم يأتِ ليحكُم، بل ليخدُم، وهذا هو العنصر الأساسي في مفهوم القيادة المسيحيّة"، مشدّدًا على أنّ "صفات المطران الإنسانيّة لم تقلّل من مزاياه الرّوحيّة، لأنّه عاش حياةً مليئةً بالإيمان والرّجاء، وكان موقنًا لقوّة الصّلاة والاعتماد على الله وسيّدة النّجاة في كلّ تحدّ".