يكاد لا يمرّ يوم دون حادثة أمنية على طريق المطار التي باتت عنواناً لحوادث السرقة والسلب وإطلاق النار والقتل وخلافات تجّار المخدرات على مناطق النفوذ والسطوة، ورغم أن بعض الحوادث تبقى طي الكتمان، إلا أنّ بعضها ينال شهرة واسعة بحسب حجم التفاعل مع الحادثة، تماماً كالحادثة التي حصلت قبل منتصف ليل الجمعة–السبت الماضي.
قبل منتصف ليل الجمعة–السبت، حصلت جريمة قتل على طريق المطار في بيروت، قرب مفرق مخيم برج البراجنة، راح ضحيتها علي م. وجريحين آخرين هما حسين ح. ومحسن ح. وكان الخبر الأولي الذي انتشر، بروايتين مختلفتين على وسائل التواصل، ينص بإحداها على أن الضحيّة والجرحى تعرضوا حوالي الساعة 11:20 ليلاً لمحاولة سلب بقوة السلاح، وقد تخلل العمليّة إطلاق نار من المعتدين، اما الرواية الثانية فنصّت على أنّ الضحية والجرحى، تعرضوا لاطلاق نار كثيف على مفرق المخيّم اثناء قيامهم بعمليّة سلب بقوة السلاح.
بعد فتح تحقيق بالحادث، تم الاستماع، بحسب مصادر أمنيّة متابعة، الى رواية الشاهد الملك في القضية، الجريح حسين ح. كون الجريح الثالث لا علاقة له بكل ما جرى وهو يعمل في مكان قريب من الحادثة وقد أصيب بالخطأ خلال الاشتباكات التي جرت.
بحسب المصادر فإنّ الشاب أشار خلال التحقيق الى أنّه كان برفقة علي م. على متن دراجة ناريّة على طريق المطار، فشاهدا سيارة سوداء "جيب شيروكي" متوقّفة بشكل مُريب على جانب الطريق قرب مفرق المخيم، فاقتربا منها وطرقا على زجاجها للاستفسار من الأشخاص داخلها عن سبب وقوفهم في تلك المنطقة في هذا الوقت من الليل، بعدها تفاجآ بوصول شابين على متن دراجة ناريّة من جهة المخيم، يضعان الكمّامات على وجهيهما لإخفاء الملامح الأساسية، وباشرا بإطلاق النار باتجاهه وصديقه لأنهما اقتربا من السيارة، فقُتل علي الذي حاول سحب مسدسه وإطلاق النار على المعتدين، وأصيب الثاني ولاذ بالفرار.
بحسب المصادر الأمنية يتم اليوم التدقيق برواية الشاهد كونها لم تكن مقنعة بشكل كامل، خاصة أن الأدلّة تُظهر قيام الضحيّة بإطلاق 10 رصاصات من مسدّسه، ما يعني أنّ اشتباكاً ما قد حصل.
وتكشف المصادر الأمنية عبر "النشرة" عن وجود فرضيّة أمنيّة مبنيّة على تاريخ المشاركين بالحادثة، مشيرة الى أنّ الضحية من أصحاب السوابق، وكان سبق أن نفّذ، برفقة آخرين، عملية "تشليح" لأحد الأشخاص الذين كانوا يوصلون له طلبيّة مخدّرات، بعد أن انتحل ومن معه صفة رجلي أمن، وبالتالي فإن الفرضيّة الأمنيّة تتحدث عن حالة مشابهة، ما يعني أنّ من كان في "جيب الشيروكي" هم الأشخاص الذين يُفترض بهم تسليم الممنوعات، ولكن لأنهم يعلمون عن حادثة التشليح السابقة، كان هناك من يدعمهم، فوقع الاشتباك المسلح الذي رح ضحيته علي م.، وجُرح فيه صديقه، وأحد المارّة في تلك المنطقة.
تقوم الأجهزة الأمنيّة بحسب المصادر بالتحقيقات اللازمة لمحاولة الوصول الى الحقيقة ومحاسبة المجرمين وتأمين العدالة، ولكن كثيرة هي الروايات التي قد لا نتمكن من تأكيد الصحيح منها، ولكن ما هو مؤكّد استمرار النزف البشري بين فئة الشباب في لبنان، وغياب السياسات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي يُفترض أن تحصّن المجتمع والعائلات، وتجعل مستقبل الشباب في مكان أفضل من "الشارع".