نشر الموقع الرسمي للفاتيكان بعض التفاصيل عن الاعلان الذي وافق عليه ​البابا فرنسيس​، والذي يتضمن امكان منح البركة للمتزوجين المثليين، والذي اثار لغطاً كبيراً لدى العديد من الناس الذين اعتبروا أن ​الكنيسة الكاثوليكية​ باتت تشرع هذا النوع من ​الزواج​.

وجاء في الاعلان الذي يحمل اسم "فيدوشيا سوبليكانس" Fiducia supplicans (والذي يعني دعاء الثقة)، انه يمكن ان تمنح البركة للازواج من نفس الجنس، انما بعيداً عن اي شكل من اشكال ممارسة الطقوس الدينية او الايحاء بالزواج، اي ان عقيدة الزواج بالنسبة الى الكنيسة لم تتغير، والبركة لا تعني الموافقة على مثل هذا الاتحاد بين الرجلين او الامرأتين.

واشار الاعلان الى انه "عندما يطلب زوجان البركة، حتى إذا كانت حالتهما كزوجين "غير اعتيادية"، سيكون من الممكن للكاهن الموافقة. ومع ذلك، يجب على هذه اللفتة الرعوية تجنب أي عوامل يمكن ربطها او تشبه طقوس الزواج".

في الفقرات الست الاولى للاعلان، يتم التذكير بسر الزواج وشروطه ومتطلباته، والتشديد على تجنب اي تلميحات بقبول "ما هو ليس بزواج على انه زواج"، وانه وفقاً للعقيدة الكاثوليكية، "وحدها العلاقات الجنسية بين رجل وامرأة، بعد الزواج، تعتبر شرعية".

اما الفقرات الممتدة من السابعة وحتى الثلاثين، فتشرح بالتفصيل الانواع المختلفة للبركة والتي يستفيد منها "اناس، وادوات العبادة، واماكن الحياة"، كما انه من وجهة نظر ليتورجية، فإن البركة تتطلب "ان يكون المبارك متطابقاً مع مشيئة الله وفق ما هو مبيّن في تعاليم الكنيسة".

ويضيف الاعلان انه عندما تمنح البركة لعلاقات انسانية معيّنة، من خلال طقس ليتورجي خاص، "من الضروري ان يتلاءم المبارك مع ما رسمه الله والمكتوب في الخلق (الفقرة 11)"، وبالتالي لا تملك الكنيسة صلاحية منح بركة ليتورجية لزواج غير عادي او من الجنس نفسه، كما انه من الضروري ايضاً تجنب خطر تقليل اهمية البركات وحصرها بهذه الوجهة فقط، وتوقع ان تكون البركة البسيطة مماثلة لتلك التي تمنح خلال الاسرار الكنسية.

وتضمن الاعلان نصاً يشير الى ان هذا النوع من البركات "يمنح للجميع، من دون اي متطلبات"، ومن شأنه مساعدة الناس على الشعور بأنهم لا يزالون مباركين على الرغم من اخطائهم وانهم في نهاية المطاف سينفتحون على الخير.

وخصص الجزء الثالث من هذا الاعلان، الى امكان منح البركة للذين يعتبرون انفسهم في حاجة الى هذا النوع من العون- ولا يطلبون تشريع وضعهم- انما يتوسلون ان يزداد كل ما هو جيد في حياتهم الانسانية، وان يرقى الى مستوى اعلى من خلال حضور الروح القدس. ولا يمكن اعتبار هذه البركات معياراً، بل يمكن اعتبارها تمييز عملي في ظروف معينة.

ويشرح الاعلان انه على الرغم من ان من يتم مباركته هو الشخص وليس الشراكة القائمة (بين المتزوجين المثليين)، وان الكاهن يمكن ان يطلب ان ينعم من تتم مباركتهم بالسلام والصحة والصبر والتحاور والمساعدة المشتركة، والانفتاح على النور الالهي والقوة للتمكن من تحقيق مشيئته بشكل تام.

كما انه، ومنعاً لاي فضيحة او التباس، وفق ما ذكره الاعلان، فإنه عندما يطلب شخصان يعيشان في وضع زواج غير عادي او من الجنس نفسه، البركة، فلا يجب ان تكون مرتبطة بالزواج المدني او اي نوع من انواع الزواج، او ان يكون الشخصان يرتديان ثياباً او يقومان بتعابير او يرددان كلمات خاصة بالزواج.

وتختصر الفقرات الاخيرة من الاعلان (42-45) انه حتى عندما تكون علاقة انسان بالله مشوبة بضباب الخطايا، فبامكانه دائماً طلب البركة ومد يده لله، كما ان الرغبة في الحصول على بركة قد تكون العمل الجيد في بعض الحالات.