لفت عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب علي فياض، إلى أنّ "في المرحلة الأخيرة من الحرب على غزة، إضافةً إلى الإمعان في ارتكاب المجازر وتدمير البنايات على رؤوس ساكنيها، هناك جوع وعطش جماعي، وبتنا نرى تناثر الجثث في الطّرقات وهي تتحلّل، والجرحى تحت الأنقاض أو في الشّوارع، دون أن تكون هناك قدرة على إخراجهم أو أخذهم إلى مكان يتعالجون فيه؛ حيث أنّ الجرحى يموتون ببطء على مرأى من ذويهم وجيرانهم دون أن يكون هناك باليد حيلة أو وسيلة".
وأكّد، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة مجدل سلم، أنّ "ما يحصل في غزة غير مسبوق في التّاريخ الإنساني الحديث، وهو يعيد التّاريخ الإنساني من حيث الانهيار الأخلاقي إلى عصور غابرة وإلى قرون سحيقة، نقرأ عنها في كتب التّاريخ، وكانت البشريّة تعتقد أنّها انتهت إلى غير رجعة؛ فإذا بها تعود مع الصّهاينة".
وأشار فيّاض إلى "أنّنا لو سمعنا أنّ ما يجري مع أهل غزة يحصل في أقاصي الأرض مع مجتمع لا نعرفه ولا نجاوره، واستصرخ واستنجد طالبًا النّصرة والمؤازرة ورفع الظّلم، لوَجب على كلّ ذي حسّ إنساني والتزام أخلاقي التّلبية للمؤازرة والنّصرة، فكيف بنا مع إخواننا في غزة؛ ونحن وإيّاهم ننتمي إلى أمّة واحدة ونتعرّض للعدوان من عدو واحد".
واعتبر أنّ "أولئك الّذين يعترضون على دور المقاومة في لبنان لمؤازرة أهل غزة، لديهم مشكلة فكريّة مع مفهوم الانتماء للأمّة الواحدة، ولديهم مشكلة سياسيّة مع الصّراع مع العدو الصّهيوني، ولديهم مشكلة أخلاقيّة في التّعاطي مع آلام الآخرين، وبكلّ صراحة نحن لا نشبه هؤلاء في تفكيرهم وسلوكهم".
كما شدّد على أنّ "التّلطّي خلف المصالح الوطنيّة لا يجدي، لأنّ انتصار غزة وهزيمة الإسرائيليّين هو حماية للبنان، ولأنّ كلّ إضعاف للإسرائيلي يقلّل فرص استهدافه للبنان، ويقرِّب إمكانيّة تحرير أرضنا المحتلّة؛ ويرفع مستوى الحماية لسيادتنا وصون مقدراتنا".
وأضاف فيّاض: "لقد سمعنا من يقول إنّه لا قيمة لما تقوم به المقاومة في مؤازرة غزة، وبالتّالي فإنّ الجواب هو عند الإسرائيلي نفسه، الّذي على الرّغم من إخفائه لخسائره الحقيقيّة، يفصح عن حجم الإنهاك والاستنزاف والتّعب والتّداعي الاقتصادي والتّخبّط العسكري وهجرة المستوطنات، وقبل كلّ ذلك إنشغال قسم كبير من قوّاته وتشكيلاته العسكريّة في هذه المواجهة في شمال فلسطين؛ في الوقت الّذي يضطرّ إلى سحب بعض الألوية الّتي باتت غير جاهزة للقتال في غزة".
وذكر أنّ "بالأمس، أعلن قادة العدو إصرارهم على المضي في معركة غزة حتّى النّهاية ولو تطلّب الأمر أشهرًا، ونحن نقول في قبال ذلك، نحن ماضون في معركة الدّفاع عن بلدنا وفي مؤازرة غزة على درب الأقصى، ومهما طال الزّمن واشتدّت الضّغوطات وعلت حملات التّهديد والوعيد. الوقت يعمل لمصلحة المقاومة وليس لمصلحة العدو العاجز عن تحقيق أهدافه، وبالتّالي فإنّ الحلّ الوحيد الّذي يعرفه القاصي والدّاني هو بإيقاف العدوان على غزة بشروط المقاومة".