أكّد رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية، لا على مستوى الوضع الدّاخلي ولا لجهة المعادلات الاستراتيجيّة"، مشدّدًا على أنّ "مطلبنا الوحيد أن يكون رئيس الجمهوريّة العتيد رئيسًا فعليًّا، بكلّ ما للكلمة من معنى، وليس مجرّد صورة تعلَّق في قصر بعبدا، وبالتّالي لن نقبل الإتيان برئيس للجمهوريّة يؤمّن الاستمراريّة للأوضاع الرّاهنة".
وأوضح، خلال العشاء السّنوي لمنسقيّة عاليه في حزب "القوات اللبنانية"، في معراب، أنّ "لا علاقة لتطبيق القرار 1701 بسدّة الرّئاسة، لا من قريب ولا من بعيد، فمن يريد تطبيق أيّ مسألة، إمّا أن يكون مقتنعًا بها وإمّا لا. ومَن يريد أن يعطي بديلًا لشيء من الممكن تحقيقه، ليعطه من "جيبه" لا من " جيبنا"، الأمر الّذي نرفضه على الإطلاق".
وشرح جعجع مهام رئيس الجمهوريّة الفعلي، مشيرًا إلى أنّه "يعيد بناء الدّولة غير المتواجدة حاليًّا، ويطبّق الإصلاحات، ولا تربطه علاقة بكلّ الأفرقاء الّذين تولّوا السّلطة في الفترة السّابقة، كونهم مسؤولين بشكل مباشر عمّا آلت إليه الأمور؛ وبطبيعة الحال من يريد تطبيق الإصلاحات لن يطبّقها ضدّ نفسه".
أمّا لجهة التّمديد لقائد الجيش، فلفت إلى أنّ "القوّات لم تكن الوحيدة الّتي سعت في هذا الاتجاه، إلّا أنّها كانت رأس الحربة والقاطرة الرّئيسيّة له، وتمتّعت بدور مركزي في هذه القضيّة، بحيث تمكّنت مع الآخرين من إبقاء الاستقرار في المؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي".
وبيّن أنّ "بعد إتمام هذا التّمديد، انطلق كثر من هذه الواقعة ليتساءلوا عن سبب عدم قيام "القوّات" بالدّور نفسه في ملف الاستحقاق الرّئاسي، علمًا أنّنا على كامل الاستعداد، وسنقوم بكلّ ما يمكننا القيام به في سبيل إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، ولا سيّما ألّا مصلحة خاصّة لنا في هذا الشّأن؛ من هنا نتمتّع بحريّة التّحرّك للوصول إلى الخواتيم المرجوّة".
كما شدّد جعجع على أنّ "لدينا مطلبًا واحدًَا: أن يكون الرّئيس المقبل "رئيسًا"، فنحن لا نطالب بشخصيّة محدّدة أو مصلحة معيّنة أم نسعى إلى وزارات أو حقائب أو أيّ مكسب شخصي". وردّ على "مَن ينتقدنا على القيام بالاحتفالات الميلاديّة وسواها من النّشاطات، في ظلّ الأوضاع الرّاهنة"، بالقول: "إنّ الحقيقة تخالف هذا الاعتقاد، فكلّ ما كانت الأوضاع صعبة علينا التمسّك أكثر فأكثر بمتابعة حياتنا بشكل طبيعي، والسّبب إعطاء أنفسنا جرعة أمل وحزم لمواجهة هذه الأوضاع وليس الاستسلام".
من جهة ثانية، ركّز على أنّ "وضع "القوّات" في منطقة عاليه بألف خير، لعوامل عديدة، في طليعتها القاعدة القوّاتيّة العريضة الّتي تشكّل الأساسات الّتي نقف عليها في المنطقة. أمّا العامل الثّاني فيتمثّل برؤساء المراكز، والعامل الثّالث هو سلسلة المنسّقين في المنطقة الّذين تعاقبوا على هذه المسؤوليّة". وذكر أنّ "العامل الأخير هو نائب "القوّات" في عاليه، حيث لا يمكنني صراحةً تقييم عمله اليوم كنائب فهذه مسألة نتركها للانتخابات النيابيّة المقبلة حيث سنقوم، كما نفعل عادةً، باستطلاعات رأي داخليّة حزبيّة وعامّة في المنطقة لكي نبني على الشّيء مقتضاه، إلّا أنّني سأقيّم الشّخص كشخص".
واعتبر أنّ "النّائب نزيه متى هو نموذج القوّاتي، فالصّفات الرّئيسيّة الّتي يتحلّى بها، نفتقدها كثيرًا في مجتمعنا، من صدق واستقامة وشفافيّة ومثابرة، أمّا الصّفة الرّئيسيّة بالنّسبة لي، فهي أنّه "عايش بشكل دائم مع ناسه"، شأنه شأن عدد كبير من نوّابنا، قلبه مع النّاس ويسعى إلى تحقيق مطالبهم وخدمتهم بكلّ جهد وبكلّ ما أوتي من قوّة. أمّا مسألة التّوفيق فمن الله، ومنوطة أيضًا بمدى استجابة المسؤولين في الدّولة، الغائبة الحاضرة، وإداراتها".