لفت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة معايدًا، إلى "أنّنا تطرقنا خلال زيارة المعايدة لثلاثة مواضيع: الأول هو الاستحقاق الرئاسي وضرورة العمل ابتداءً من شهر كانون الثاني، بطريقة فعّالة حتى نصل إلى تفاهم من أجل انتخاب رئيس جمهورية".
وأوضح أنّ "الأفكار كانت متشابهة بأن المجلس النيابي الذي تمكّن من الاجتماع والتفاهم، سمّوها تشاورا أو تفاهما أو ما شئتم، ولكن هذا المجلس النيابي تمكّن من عقد اجتماع ومدّد لقائد الجيش والمدير العام قوى الأمن الداخلي، بغضّ النظر عن موقف كل نائب منا، وبخاصة موقفي الذي يعرفه الجميع أنني لم أكن مع التمديد، ولكن المجلس النيابي تمكّن من الاجتماع وعقد جلسة وأقرّ التمديد".
وأعرب بو صعب عن استغرابه "كيف لا يمكن لهذا المجلس النيابي الاجتماع بالطريقة ذاتها، والتشاور حتى يتمكّن من انتخاب رئيس جمهورية"، مبيّنًا "أنّني كنت قد سمعت من رئيس مجلس النواب، أن الكلام سيكون في هذا الاتجاه بدءاً من شهر كانون الثاني، ويجب على جميع المعنيين في الشأن العام وفي السياسة وفي المجلس النيابي ابتداءً من الشهر المقبل، أن يصبّوا كلّ جهودهم لانتخاب رئيس جمهورية".
وأشار إلى أنّ "النقطة الثانية هي الموضوع التربوي. كما يعلم الجميع فقد حصل اجتماع في هذه المطرانية بالتحديد، مع المدارس الخاصة وممثّليها وخاصة المدارس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستاتينية والإنجيلية، اجتمعنا ووضعنا خارطة طريق حول كيف يمكن أن يكون الحل. وهذا استُتبع في اللقاء الذي حصل في بكركي وفي وزارة التربية فيما بعد، وأعتقد أن التوجّه أن نصل إلى تراجع المدارس عن الإضراب الذي أُعلن قبلاً".
وركّز على أنّ "بإمكانهم التراجع عن هذا الإضراب، إذا كانت خارطة الطريق التي وضعناها خلال اجتماعنا هنا في مطرانية بيروت، التي تتطلّب تشريعاً في المجلس النيابي، أن نتمكّن من متابعته بعد رأس السنة معهم، لأن النقاط الثلاث التي بحثناها قابلة للتطبيق في المجلس النيابي. وهذا يعطي طمأنينة للمدارس، ويسمح أن يحصل الأستاذ على حقّه، والأهل المتعاونون تُحفظ حقوقهم أيضاً، كما نؤمّن استمرارية المدارس الخاصة التي تعلّم 75% من تلاميذ لبنان؛ ولدينا واجب الحفاظ عليها".
كما أكّد بو صعب "أنّنا تطرّقنا إلى هذا الموضوع بشكل جدّي مع المطران عودة، وابتداءً من الأسبوع المقبل كل عملنا سيكون لتأمين المطلوب ضمن تشريع أو تحضير لتشريع قوانين مطلوب تعديلها غير القانون الذي صدر، لأننا لسنا نتكلّم عن القانون الذي صدر، لأن هذا يعطي الأساتذة حقوقهم، ولكن هناك قوانين أخرى بإمكاننا العمل عليها حتى تعطي المدارس حاجاتها والطمأنينة التي تحتاجها حتى تستمر".
وأضاف: "الموضوع الثالث هو موضوع الاعتداءات الإسرائيلية اليومية التي تحصل في الجنوب، وتكون نتيجتها ضحايا مدنيين بين الضحايا والشهداء الذين يسقطون في لبنان"، مشدّدًا على أنّ "لبنان بغنى عن حرب، لا أحد يريد الحرب ولا أحد يتمنّاها، وأيّ كلام يجب قوله ابتداءً من الأسبوع المقبل إن على المستوى الإقليمي أو المنطقة بما يتعلّق بالقرار 1701 أو استقرار أكثر على الحدود، يعني الـ1701 يُطبّق من قبل إسرائيل أولاً، ثم نتكلّم كيف على لبنان تطبيقه".
ولفت إلى "أنّنا كلّنا رأينا اليوم خروقات الطيران الإسرائيلي في السماء اللبنانية، هذا خرق مباشر للـ1701، وأعتقد أن معظم الدول المهتمة، تعرف ألا أحد يحترم الـ1701 وخاصة العدو الإسرائيلي. بالتالي كان هناك كلام على ضرورة الاستقرار وإبعاد شبح الحرب عن لبنان واللبنانيين".
وبيّن "لا أعرف بماذا هدّد الإسرائيلي ليصل إلى مكان يتوقّع فيه احتلال جنوب لبنان، ولكنه يعلم أن الجنوب اللبناني أو لبنان بشكل عام لن يكون نزهة بالنسبة له، دخوله إلى لبنان ليس نزهة. نعم الحرب مؤلمة، وسيحصل الكثير من الدمار في كل لبنان، لأن للعدو الإسرائيلي آلة تدمير كبيرة، ولكن هذه الآلة لا تعطيه ربحاً ونصراً، وأكبر دليل ما يحصل اليوم في غزة".
وشرح أنّ "بعد أيام طويلة من الحرب، لم يستطع تحقيق إنجازات يريدها ويطمح إليها. لبنان بالتأكيد ليس نزهة بالنسبة له، لهذا لا نريد الوصول إلى هذه المرحلة. كل العمل الذي يحصل مع كل المعنيين، هو من أجل إبعاد شبح الحرب عن لبنان. لا نريد الحرب ولا أعتقد أن العدو الإسرائيلي يريدها، لأنه يعلم أنها ستكون مؤلمة بالنسبة له".