رأى رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "الوضع العام في لبنان غامض جدًّا وغير مستقر، باعتبار أنّ كلّ الاحتمالات واردة، إذ أنّ أحداث 7 تشرين الأوّل 2023 ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النّتائج، فتداعياتها وصلت إلى منطقة البحر الأحمر، مع التّوقف عند اغتيال نائب رئيس المكتب السّياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية، بالإضافة لى الانفجار الّذي شهدناه في إيران عند مرقد قاسم سليماني؛ ناهيك عن القصف الّذي استهدف القياديين في فصيلة "النّجباء" في العراق".
ولفت، خلال لقائه حشدًا من المخاتير من مختلف المناطق اللّبنانيّة، في معراب، إلى أنّ "حزب الله لا يريد التّدخّل في الحرب، على ما يبدو، بل جلّ ما يسعى إليه إثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الدّاخليّة، إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافيّة على مستوى المنطقة".
وأشار جعجع إلى أنّ "إسرائيل غير راضية على استمرار الحال في الجنوب كما هو عليه اليوم، فهي تضغط إمّا باتجاه انسحاب "حزب الله" كليًّا من المنطقة حتّى جنوب الليطاني، ولو أنّني أرى أنّ هذا التّراجع سيقارب الـ10 كيلومترات، أو ستحقّق ذلك بالقوّة. فهي تطالب بانسحاب "الحزب" من دون رجعة، وليس كما حصل في العام 2006، ليتسلّم عندها الجيش اللبناني الحدود بشكل جدّي، بالتّعاون مع القوّات الدّوليّة".
وركّز على أنّ "انطلاقًا من هنا، نشهد حركة مفاوضين وآخرها زيارة مستشار الرّئيس الأميركي لشؤون أمن الطّاقة آموس هوكشتاين في الأسبوع المقبل، بغية إقناع "حزب الله" بالابتعاد عن الحدود، كي لا ندخل في حرب فعليّة في الجنوب".
كما أوضح أنّ "إلى الآن، ردّة فعل "حزب الله" ما زالت غير معروفة، ولكن كلّ الأدلّة تشير إلى عدم قبوله السّير في هذه التّفاهمات، والأشهر القليلة المقبلة ستظهر ما إذا كان سينسحب "بالّتي هي أحسن"، أو سيتطوّر الوضع". وطرح علامات استفهام حول عمليّة اغتيال العاروري، مبيّنًا أنّ "حزب الله كان يؤمّن عناصر حماية لنائب رئيس حركة "حماس" منذ تواجده في لبنان، مع الإشارة إلى أنّ الاستهداف تمّ في منطقة لـ"حزب الله" بامتياز".
وسأل جعجع "هل هناك تواصل أو اتفاق بين "الحزب" أو إيران من جهة، والولايات المتحدة الأميركية من جهة آخرى غير المفاوضات الّتي تُجرى في عمان؟ وفي حال كان هناك اتفاق فعلي، فلماذا لم ينسحب حول قضيّتَي البحر الأحمر والعراق؟ مجموعة علامات استفهام تشكّلت لا أجوبة عليها...".
أمّا بالنّسبة إلى الملف الرئاسي، فأعرب عن أسفه "لغياب المؤشّرات الجدّيّة في هذا الاتجاه، ولا سيّما أنّ الفريق الآخر ما زال متمسّكًا برئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، رغم كلّ ما يحدث"، معتبرًا أنّ "ما دامت حرب غزة مستمرّة، لن يتراجع هذا الفريق عن دعم مرشّحه، وبالتّالي لن يبدّل أيّ فريق أوراقه".
من جهة ثانية، أكّد جعجع "أهميّة دور المختار في بلدته، فهو المركز الأوّل في السّلطة واللّصيق بالمجتمع اللبناني، وله تأثير على مواطنيه"، مشدّدًا على "أنّنا نعيش أزمةً تعمّقت في السّنوات الأخيرة، لها أسباب مختلفة، حلُّ بعضها بيد كلّ لبناني، كما مصير البلد، في حال أحسن الاختيار عند كلّ استحقاق، في ظلّ نظامنا الدّيمقراطي الّذي يسمح بأن يكون القرار الفعلي بيد المواطن اللّبناني".
ورأى أنّ "تحقيق التّغيير المنشود في السّياسة يتطلّب قوى سياسيّة تتمتّع بالقوّة والقدرة، وتعمل في الاتجاه الصّحيح"، مشيرًا إلى أنّ "بلدنا يحتاج إلى معارك وتضحيات جمّة، إذ لا مستقبل دون وطن، لذا يتوجّب على اللّبناني التّفكير بمصلحة بلده لتأمين مستقبله". من هنا، ركّز على "دور المختار الأساسي في إدخال هذا المفهوم في عقول الرّأي العام، وضرورة توعيته على حسن الاختيار".