أشار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال الاحتفال بعيد الظّهور الإلهي، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، إلى "أنّنا نحتفل بعيد الظّهور الإلهي أي عيد ظهور الله الثّالوث للمرّة الأولى معًا في تاريخ البشرية. فالروح القدس بهيئة حمامة والآب بصوت عظيم يقول "هذا هو ابني الحبيب الّذي به سررت"، والابن الأقنوم الثّاني من الثّالوث الأقدس يتقبّل المعموديّة من يد يوحنا المعمدان".
وشدّد على أنّ "من معاني هذا العيد نتعلّم دروسًا كثيرةً لضميرنا، لإيماننا، تذكّرنا بالرّسالة الإلهيّة الّتي تُفيض المحبّة والتّضحية واللّطف، كما سمعنا في الرّسالة اليوم حيث دعا القديس بولس المسيح "لُطف الله"، موضحًا أنّ "يسوع المسيح أتى إلى عالمنا لكي يكون مثلنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وهو ابن الله الحبيب الّذي أرسل ليُظهر لنا الطّريق إلى الخلاص والحياة الأبديّة".
وذكر المطران ابراهيم أنّ "في معموديته، قدّم يسوع نفسه كضحيّة من أجل خطايانا، لأنّه في ذاته لا يحتاج إلى المعموديّة أو الغسل والتّطهير لأنّه منزّه عن الخطيئة، لكنّه حمل خطايانا لكي يذكّرنا دومًا بأهميّة المعموديّة والتّوبة والعودة إلى الله"، مركّزًا على أنّ "ذلك كان رمزًا لتنازل يسوع وتواضعه. إنّها لحظة تعبّر عن رغبته في تحمّل نتائج خطايانا، وتقديم نفسه كضحيّة من أجل خلاصنا، لذا يمكن أن نستلهم من هذه اللّحظة التّواضع والتّضحية والرّغبة في خدمة الآخرين".
ولفت إلى أنّ "في هذا العيد المجيد، نتوجّه بالصّلاة وبالتّفكير العميق إلى كيفيّة استفادتنا من المسيح الّذي أعطانا المثال في السّعي إلى الطّهارة. دعونا نعمل معًا من أجل تعزيز السّلام والوحدة، ومساعدة الأقل حظًّا في هذه الأرض والمحتاجين. وهذه أفضل طريقة نحتفل بها بعيد الظّهور الإلهي، أن نظهر نحن كصورة حيّة وفعّالة أمام الآخرين، صورة لله متجسّدة في أفكارنا وأعمالنا".
كما أضاف: "نرفع الصّلاة اليوم من أجل لبنان، كي يظهر الله فيه ويغسله من رأسه حتّى أخمص قدميه، وينقذه من خطايا شعبه وذنوب مسؤوليه، ويلبسه لباس النّعمة والبرارة كي يتحوّل إلى طريق الحقّ والعدل والإنصاف"، مبيّنًا أنّ "في لبنان الكثير من المياه، لكن قلّة هم من يتطهّرون بالماء ويغسلون خطاياهم ويتوبوا. كثرة المياه لا تنفعنا إذا لم نتعمّد، وأحيانًا نقول "ضيعان هذا البلد فينا!" من الّذين سبقونا، على أمل ألّا يبقى كذلك مع الأجيال القادمة، لكي يستحقّوه ويعيشون بالأمان والطّهارة كي يكون بلد الإنسان والكرامة".