شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على "أنّنا لا نريد أن يتحمّل لبنان وشعبه وزر أوطان وشعوب أُخرى. يجب أن نتمسّك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللّبنانيّين بالحكمة وضبط النّفس الدّخول في حرب إسرائيل على غزة. فها أهل بلدات الجنوب يعانون من وزر هذه الحرب قتلًا وتدمير منازل وإتلاف بساتين وتهجيرًا".
وركّز، خلال ترؤّسه قدّاس عيد الغطاس في كنيسة السيدة في الصّرح البطريركي في بكركي، على "أنّنا لا نكفّ عن المطالبة بكلّ إمكانيّتنا ولدى جميع الدّول والمراجع الرّسميّة بحقّ الشعب الفلسطيني بأن يرجع إلى أرضه، ويعيش في دولة خاصّة به. ومعلوم أنّ هذه الوسيلة أجدى من الحرب والقتل والدّمار والتّهجير والتّشتّت على الطّرقات والجوع والقهر والحرمان".
وأشار الرّاعي إلى "أنّنا نطالب مع كلّ ذوي الإرادات الحسنة إيقاف النّار والحرب، والبدء بإيجاد الحلول بالمفاوضات الدّبلوماسيّة. ونطالب بعدم توريط البلدات الحدوديّة ولبنان وشعبه في امتداد هذه الحرب"، مذكّرًا بأنّ "قرار الحرب والسّلم يعود حصرًا إلى الحكومة بثلثَي أعضائها وفقًا للدستور (المادّة 65)، نظرًا لخطورة كلّ حرب في عواقبها الوخيمة".
ولفت إلى أنّ "على صورة الإله الواحد والثّالوث خُلقنا، ورسالتنا شدّ أواصر الوحدة في تنوّعنا. الوحدة مسؤوليّة وضعها الله على عاتق كلّ إنسان، ولا يحقّ لأحد تفكيك أواصر هذه الوحدة"، موضحًا أنّ "بالنّسبة إلينا نحن المسيحيّين نحمل أجمل رسالة، وهي بناء الوحدة. الهدم سهل وتكفيه كلمة واحدة هدّامة، أمّا البناء فصعب، لأنّه يقتضي أن يكون في قلب كلّ واحد منّا المحبّة واحترام الآخر والاحتمال والصّبر وطول البال، وعلى الأخصّ التّجرّد والتّواضع والوداعة".
كما أكّد أنّ "هذه القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة ضروريّة لدى كلّ إنسان، لكي تسلم الحياة الزّوجيّة والعائليّة، والحياة في المجتمع وفي الوطن. فلو وُجدت حقًّا لدى السّياسيّين ورؤساء الكتل النيابيّة والنوّاب عندنا في لبنان، ولو كان ولاؤهم لهذا الوطن دون سواه، لكانوا عاشوا هذه الوحدة من أجل لبنان، ولكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة بموعده الدستوريّ، ولحرصوا على انتظام المجلس النيابي والحكومة؛ ولكشفوا عن نواياهم السّليمة إذا كانت كذلك".
ودعا الرّاعي إلى أن "نصلّي إلى الله في عيد النور، كي يُشرق بنوره على العقول والقلوب والضّمائر، فيعيش الجميع على ضوء النّور الإلهي، نور الحقيقة والمحبّة والعدالة والسّلام".