أكّد المدير التنفيذي لـ"معهد الدراسات المستقبلية" محمد شهاب الإدريسي، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الزّيارات الأميركيّة إلى المنطقة تُفهم في سياق الأولويّات والرّؤية الأميركيّة لمستقبل الصّراع في غزة والمنطقة، لافتًا إلى أنّ الأميركي، منذ الأيّام الأولى للحرب، كان يعتبر أنّه معني مباشرةً بالحرب بالقدر نفسه مع الإسرائيلي، لأنّه يَعتبر عدم التّعامل بالشّكل المطلوب مع التّجرّؤ الّذي حصل على تل أبيب، ستكون له تداعياته على الرّدع الأميركي وقيادتها على مستوى العالم.
وذكّر بأن إسرائيل، كما بريطانيا، من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، بينما هي في مواجهتها مع الصين تحاول أن تقنع حلفائها بأنها قادرة على حمايتهم، من دون تجاهل البعد الحضاري للموقف الأميركي من العدوان على غزة. وعلى الرغم من ذلك، لفت إلى تباين في الرّؤية بين الولايات المتّحدة وإسرائيل، بالنّسبة إلى الحرب، حيث بات لدى الولايات المتّحدة قناعةً بأنّه لا يمكن تحقيق انتصار عسكري من دون تريبات سياسيّة لتكريس هذا الانتصار، وإلّا سيتكرّر سيناريو ما حصل في أفغانستان أو بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982.
وأوضح الإدريسي أنّ المسألة الثّانية هي الحرص الأميركي على عدم توسيع رقعة الصّراع، الأمر الّذي تعتبر واشنطن أنّه سيسبّب لها ضررًا استراتيجيًّا ويقود إلى غرقها في وحول المنطقة، الأمر الّذي سيقود إلى معركة طويلة الآمد، بينما هي لا تريد ذلك؛ وبالتّالي هي تريد أن تحقّق إسرائيل أهدافها من دون أن يقود ذلك إلى توسيع المعركة.
من ناحية أخرى، أشار إلى أنّ لا أحد يريد الحرب الشّاملة في المنطقة، لا الولايات المتّحدة ولا إيران، لأنّ أيّ حرب شاملة ستكون مدمّرة وستكون لها أثمان باهظة في إسرائيل وفي الدّول الّتي ستدخل المواجهة معها، مذكّرًا بالتّساؤلات القائمة منذ سنوات، حول قدرات "حزب الله" على مستوى الصّواريخ الدّقيقة.
واعتبر الإدريسي أنّ مسار الحرب الشّاملة يبقى قائمًا ما دام أنّ الحرب في غزة لم تصل إلى نقطة النّهاية، لأنّه تحت مسار العمليّات القائمة في الوقت الرّاهن، ترتفع وتيرة العمليّات العسكريّة وتتوسّع على مختلف الجبهات، خصوصًا إذا ما وقع خطأ ما على هذا الصّعيد.