أول ما يتبادر إلى الذهن خلال فترة الصوم، هو الألم والمعاناة، ولكن من قال إنه يجب أن تكون هذه الفترة مخصصة للعذاب، وهل هذا فعلاً ما يريده الله لنا؟ بالطبع لا، فهدف الله هو خلاصنا، والخلاص أمر مفرح للجميع لأنه يجمعنا بالخالق وبمن نحبه في حياة لا نهاية بها.
أما العذاب في مفهومنا، فهو لأنه يجب التخلي عما يجعلنا نتعلق بهذه الحياة، وهو من صنع أيدينا، وحتى في آلام وموت المسيح لم يترك لليأس والقنوط مكاناً، وهو الذي دعانا إلى عدم الخوف ممن يقتل الجسد بل ممن يقتل النفس.
فلتكن أيام الصوم مخصصة للتقرّب من الله وهو أمر يدعو إلى الفرح وليس إلى العذاب، ولنحصر الألم بمفهوم واحد وهو الانسلاخ عن الغنى الأرضي مقابل الغنى السماوي.