لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "وطننا وزنة أُعطيت لنا من الرّبّ كي نحافظ عليه، وننمّيه، ونفعّل طاقاته، ونفتح لها أبواب العمل والإثمار والإبداع، ولكي نجعل منه وطن العدالة والقانون وحقوق الإنسان، والأخوة والتّسامح والتّفاعل".
وشدّد، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، على "أنّنا منذ عقود لا نرى سوى من يستبيح سيادة الوطن ويجعله مطيّةً، إمّا لمطامعه أو لجهات تستغلّه لمصالحها، حتّى أصبح ورقة مساومة في يد الأقوياء، يستعملونها لما يناسبهم. كما نرى من يسخّر خيرات الوطن لخيره، أو من يستبيح كرامة أبنائه لغايات، ومن يغتال مفكّريه وأحراره، ومن يقحمه في حروب رغم إرادة معظم أبنائه".
وتساءل المطران عودة، "أليس هذا طمرًا للوزنة الّتي أُعطيت لنا وتجاوزًا لمشيئة الرّبّ المانح الوزنات؟"، مشيرًا إلى أنّ "بلدنا يحوي الكثيرين من أصحاب الوزنات، لكنّهم إمّا يَدفنون وزناتهم يأسًا من الأوضاع الّتي آلت إليها بلادنا، أو يوضعون في غير الأماكن المناسبة لهم، فلا يتمكّنون من تثمير وزناتهم فينكفئون، أو يهاجرون ليستثمروا وزناتهم خارج أرضهم".
وأكّد أنّ "بلدنا يحتاج كلّ ذي موهبة، كما يحتاج إلى تفعيل جميع المواهب حتّى يُصار إلى إخراج الشّعب من الهوّة العميقة الّتي حُفرت له. ولا شكّ في قدرات أبناء أرضنا وسِعة جهادهم في سبيل الخروج وإخراج الكلّ معهم، إلّا أنّ ذوي السّلطة يجتهدون في تحطيم المواهب، وإيصالهم إلى اليأس والموت النّفسي والرّوحي، بعدما أمعنوا في قهرهم وسدّ جميع الطّرق أمامهم وإغلاق جميع الأبواب".
كما ركّز على "أنّنا بحاجة إلى رئيس يتولّى مع حكومته بناء المؤسّسات، وتعيين الأكفّاء في مراكز القيادة، دون محاباة أو محسوبيّة، لكي يقوم كلّ مسؤول بواجبه من أجل المصلحة العامّة".