أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن الوضع في المنطقة لم يبلغ هذا المستوى من الخطورة، ولم يتحول إلى بركان قد ينفجر في أي لحظة كما هو الآن، معتبرة أن إسرائيل لم تكتفِ بما فعلته منذ الحرب على غزة من تدمير وتهجير ممنهج يصاحبه دعم أميركي كامل، عسكرياً ومالياً وسياسياً، وصمت مطبق من المجتمع الدولي، ولكنها تصر على اجتياح الملجأ الأخير للمهجّرين في مدينة رفح وإرغامهم على النزوح إلى سيناء، نقطة التماس بين مصر وإسرائيل.
ولفتت إلى أن اجتماعات الوسطاء مع حركة "حماس" لم تسفر عن نتيجة من شأنها المساهمة في نزع الفتيل، رغم أنها تستطيع تقديم شيء يحرج إسرائيل أمام المجتمع الدولي ويجعلها تتراجع عن اجتياح مدينة رفح، معتبرة أنه "إزاء هذا الوضع المعقد الذي يزداد سوءاً بإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وتأكيده على إكمال عملية رفح، فإننا إزاء وضع غير مسبوق منذ حرب أكتوبر 73، قد يؤدي إلى حرب في أسوأ ظروف تشهدها المنطقة والعالم".
واعتبرت أن "حركة حماس دفعت بالقضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العالمي، هذا صحيح، ولكن الشعب الفلسطيني في غزة دفع ثمناً باهظاً وما زال يدفع، لأنه لم تكن لدى حماس خطة سياسية واضحة لما بعد هجوم 7 تشرين الأول الماضي، فقط أشعلت الوضع وتركت الساحة لإسرائيل للعربدة كما تشاء، وعليها الآن تقديم مبادرة معقولة ومقبولة للمساهمة في إنقاذ الوضع، جنباً إلى جنب مع ضرورة تدخل مجلس الأمن بشكل عاجل، وأمريكا على وجه الخصوص، لنزع فتيل حرب محتملة ستكون أسوأ ما يمكن أن تنتظره هذه المنطقة في ظروفها الراهنة".