أكّد مستشار رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري للشّؤون الخارجيّة، جورج شعبان، تعليقًا على موعد عودة الحريري إلى السّياسة، أنّها "حاصلة لا محال، مشيرًا إلى "أنّه يترك الإعلان عن تاريخ الموعد للظّروف الاقليميّة المناسبة، الّتي لو سُئل عن رأيه بها من قبل الحريري، لأجابه أنّه لا يحبّذها في هذه المرحلة".
وكشف، في حديث إلى صحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "المبعوث الخاص للرّئيس الرّوسي لشؤون الشّرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف كان قد أصرّ على الحريري يوم إعلان استقالته من العمل السّياسي، على ألّا يفعل ذلك، إلّا أنّ الحريري أصرّ على قراره". أمّا اليوم، فإنّ موافقة الحريري على تلبية الدّعوة الرّوسيّة لزيارة موسكو، مؤشّر على عدوله عن قرار التّحرّك سياسيًّا، وذلك إن دلّ على شيء، فعلى موافقة ضمنيّة خارجيّة عربيّة أعطت غطاءً للتحرك السّياسي الخارجي؛ إلّا أنّ الحريري ينتظر التّوقيت الملائم لتلبية الدّعوة.
وشدّد شعبان، على أنّ "الحريري يعود اليوم من بيت الوسط، ليثبت أنّ الحريريّة السّياسيّة كانت وستبقى وحدها مرتعًا للاعتدال السنّي الّذي كانت ستفتقده الطّائفة لو استمرّ غياب الحريري". وفي ظلّ معلومات أمنيّة تتحدّث عن محاولات لِجَرّ شباب الطائفة السنية للانضمام إلى بعض الحركات الأصوليّة المتشدّدة، لفت إلى أنّ "هذه المحاولات قد تكون الحافز الأكبر لتحرّك الحريري، الّذي يسعى إلى حَمل مشروع وطني أكثر ممّا هو مشروع سني. ولذلك، إنّ الكثير من المسيحيّين مع هذا المشروع".
وأوضح أنّ "الحريري لا يمكنه اليوم العودة من دون أن يحمل هذا المشروع، ومن دون كتلة نيابيّة تواكبه في البرلمان أو في الحكومة! لكنّه حتمًا سيعود عندما يحين الوقت حاملًا مشروعه". أمّا بالنّسبة لزيارته إلى موسكو، فذكر أنّ "الحريري لم يقطع التّواصل واللّقاءات الخارجيّة، إنّما كانت بعيدًا عن الإعلام، بعكس الأيّام المقبلة الّتي سيتمّ الإعلان فيها عن نشاطات الحريري وتحرّكاته كافّة".