اعتبرت أساتذة العلاقات الدّوليّة ليلى نقولا، في حديث لـ"النشرة"، أنّ هناك مشكلةً لدى الحزب "الدّيمقراطي" الأميركي، بالنّسبة إلى ملف العلاقة مع إسرائيل، حيث أنّه بالرّغم من الإيمان التّاريخي الّذي يتخطّى الانقسام الحزبي بضرورة دعمها مهما كان الثّمن، والّذي يسطير على كلّ النّخب الأميركيّة من كلا الحزبين، هناك فئة داخل الحزب "الدّيمقراطي" من غير البيض، يستند إليها من أجل الفوز بالانتخابات، ترى أن تل أبيب تمارس إبادة في قطاع غزة، منها الملونين والشباب والعرب والسود.
وفي حين أوضحت أن الشباب هم الذين قادوا إلى فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، بيّنت أن هذه الفئة تعارض الدعم غير المحدود الذي يقوم يقوم به الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، الأمر الذي ينعكس فيما يحكى عن خلافات بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث الإعلام يركز على أن الإدارة الأميركية لا تسير عمياء مع إسرائيل. ولفتت إلى أن في حقيقة الأمر، بايدن أعطى الضوء الأخضر لنتانياهو من أجل شن عملية عسكرية في مدينة رفح، بالرغم من كل التحذيرات من كارثة إنسانية ستقع.
وردًا على سؤال حول الإنتقادات الأميركية التي توجه إلى أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، ركّزت نقولا على أن من وجهة نظر الكثير من القيادات الأميركية، وحتى بعض الكثير الجاليات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة وجزء من "الأيبك"، اليمين المتطرف بات يمثل عقبة أمام إسرائيل للتقدم، موضحة أن هؤلاء يحاولون إنقاذ إسرائيل من نفسها، خصوصاً أن الظروف تغيرت وإسرائيل تفقد الدعم الدولي وباتت معزولة. وأضافت: "كما هناك محاولات لخلق كبش محرقة، وعندما يحين موعد حصول تغيرات سيكون اليمين المتطرف في إسرائيل هو كبش المحرقة، من خلال تحميله المسؤولية عن الكوارث التي حصت لا دولة إسرائيل".
وبينما شددت على أن هناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن تقوم بها واشنطن من أجل الضغط على تل أبيب، اعتبرت أنه لا يمكن الرهان على بايدن، الذي سبق له أن أعلن أنه "صهويني" خلال زيارة له إلى المنطقة. وذكّرت بأن الرئيس الأميركي، بالرغم من تحذيرات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية في موضوح رفح، ربط خلال الإتصال الهاتفي مع نتانياهو، العملية العسكرية بوجود خطة تتعلق بالمدنيين، الأمر الذي يمثل ضوء أخضر من أجل القيام بها.