شدّد عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النّائب هادي أبو الحسن، على أن "الشعب اللبناني لا ينسى وقفات الكويت إلى جانب لبنان في كل الظروف وأدق المراحل، وكلنا أمل مع العهد الجديد ورئيس الحكومة الجديد الشيخ محمد الصباح، الذي هو دبلوماسي رفيع من الطراز الأول ويعرف لبنان، أن تتفاعل الكويت دبلوماسياً وأن يكون هناك دور أكبر لها".
وعن إمكانية انضمامها إلى "اللجنة الخماسية" التي تضم السعودية والولايات المتحدة ومصر وقطر وفرنسا، اعتبر في حديث إلى صحيفة "الرّاي" الكويتيّة، أنّ "الأمر يتعلق بقرار دولة الكويت أولاً وأخيراً، وبقرار الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية"، مشيرًا إلى أنّ "هذه اللجنة موجودة شكلاً، لكن في المضمون ليس هناك تطابق كامل حول الخيار الثالث لرئاسة الجمهورية، وإنما التطابق محصور بضرورة الخروج من الأزمة وإيجاد حل. لكن عندما نذهب باتجاه الأسماء، قد يكون هناك بعض التمايز".
من جهة ثانية، ركّز أبو الحسن على أن "إسرائيل اليوم في مأزق وهي تعيش في تخبط داخلي، سواء ما يتعلق بالخلافات في الحكومة، أو ضغط الشارع في شأن استعادة الأسرى، فيما رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو يواجه مصيراً مجهولاً قد يقوده إلى المحاكمة والسجن". ورأى أن ذلك "يشكل عامل استمرار التفجير، وقد يكون هناك تحول على مستوى العالم في شأن إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لكن من يرفض ذلك هو الحكومة التي يقودها نتانياهو، والجيش الذي يَعتبر أن شوكته كُسرت في عملية "طوفان الأقصى"، ويريد تحقيق إنجاز قبل وقف إطلاق النار".
وأكّد أنّ "الحل يبدأ بوقف إطلاق النار، ومن ثم إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية رسميًّا"، منوّهًا بقدرة الفلسطينيين على "إعادة القضية إلى دائرة الضوء بعدما كانت منسية، وهذه واحدة من إنجازات المقاومة". وجزم بأنه "لا يمكن لإسرائيل أن تفعل أي شيء من دون غطاء أميركي"، مبيّنًا أنّ "الجهة القوية هي من تفرض نفسها بالمعادلة من خلال أفعالها، واليوم الشعب الفلسطيني يفرض نفسه، وإسرائيل في حالة تراجع دراماتيكي خطير، لأنها تجافي الواقع وتعادي الحق. وإحدى أهم نتائج صمود الشعب الفلسطيني، أنه سيفرض نفسه، والمسار التاريخي الطبيعي هو لصالحه، وعلى كل دول العالم في مقدمها الغرب أن تأخذ بالاعتبار هذه القضية العادلة والمحقة".
كما لفت إلى أنّ "جبهة جنوب لبنان تُعتبر جبهة مساندة، وهي مرتبطة ارتباطاً كاملاً بجبهة غزة، ولا إمكانية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان قبل وقف إطلاق النار في غزة"، مذكّرًا بـ"تحذير النائب السابق وليد جنبلاط منذ اليوم الأول، من خطورة إعطاء ذريعة لإسرائيل كي توسع العدوان". ووجد أن "ردود المقاومة هي ردود قائمة على التناسب، ولا يوجد اندفاعة باتجاه التصعيد لأقصى الحدود... لكن ليس هناك أي ضمانة ألا تنفلت الأمور في لحظة ما، خصوصاً أن نتانياهو متأهب كي ينقض على لبنان".
وأوضح أبو الحسن أن "هذه الحرب ليست وفق التوقيت الإيراني أو توقيت "حزب الله". وهو قرار فلسطيني داخلي تفاعل معه الحزبه على قاعدة المشاغلة والإسناد"، مشيرًا إلى "عدم وجود رغبة أيضاً من الولايات المتحدة لتوسع الحرب، لهذا السبب يأتي وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، إلى لبنان ويقولان الكلام نفسه بلغات مختلفة".
وخلص إلى التأكيد أنه "عندما نصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، حُكماً سيكون هناك وقف إطلاق نار في لبنان"، منبهًا إلى أن "نتانياهو الذي عجز عن تحقيق أي إنجاز في فلسطين، يفتش عن إنجاز في مكان آخر، ويحاول الاندفاع إلى الأمام بالحد الأقصى تحت ذريعة إعادة المستوطنين إلى الشمال".
وأضاف: "رغم التمايز السياسي والاختلاف مع "حزب الله" في العديد من الملفات، لكن اليوم هناك عدو يعتدي على لبنان وعلى غزة. نحن لا نضيع البوصلة والاتجاه. فوق الاعتبارات السياسية والاختلافات مع الحزب، أخذنا موقفاً وطنياً بالاستعداد لاستقبال النازحين من أهلنا في الجنوب، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، وهذا الموقف نفسه أخذناه في عام 2006 أيضا".
إلى ذلك، حذّر أبو الحسن من أن "لبنان قد يضيع من بين أيدينا إذا استمر الفراغ، ومن دون انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة، ووضع برنامج إصلاحي، لمعالجة الوضع على كل المستويات، لا سيما الأزمة الاقتصادية المستفحلة منذ سنوات، وحالة الحرب في الجنوب"، مركّزًا على أنّ "هذا ما دفع جنبلاط إلى أن يقول بوضوح إنه ليس لديه مشكلة بأي مرشح للرئاسة سواء رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أو غيره، لأن المهم أن يكون هناك رئيس".