قد يختلف الوضع من حيث الشكل بين عدم حصول لقاء يجمع في بيت الوسط رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وعدم إستقبال الحريري لوفد من التيار الوطني الحر على غرار ما حصل مع وفد نواب القوات اللبنانية الذي زاره خلال مجيئه الأخير الى لبنان.
نعم قد يختلف الوضع من حيث الشكل لكن النتيجة واحدة، رئيس تيار المستقبل لم يلتقِ حليف الحريرية التاريخي، أي وليد جنبلاط كما أن الأخير لم يبادر بسبب العلاقة المتوترة بينهما، وكذلك لم يستقبل وفداً من التيار الوطني الحر بسبب القطيعة القائمة بينه وبين رئيس التيار النائب جبران باسيل، منذ ما بعد التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في تشرين الاول من العام 2016 وما تلاها من خلافات بين الرجلين على خلفية إدارة العلاقة بين الرئاسة الأولى والثالثة.
إذا سألت مسؤولين في الحزب التقدمي الإشتراكي عن سبب عدم اللقاء، يأتي الجواب ألاّ قطيعة بين جنبلاط والحريري وأن الأخير زار الضريح في 14 شباط وفاء لرئيس الحكومة الراحل الشهيد رفيق الحريري وكذلك فعل رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، وإذا كررت السؤال على قياديي تيار المستقبل تسمع منهم أن جنبلاط لم يطلب موعداً للقاء الحريري خلال زيارته الأخيرة للبنان، ولكن في الوقت عينه يستتبع الكلام المستقبلي بعتب مباشر من التيار الأزرق على زعيم المختارة وذلك على خلفية ما حصل بين وزير التربية عباس الحلبي المحسوب على جنبلاط وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل أمل شعبان، التي أوقفت بملف فساد الوزارة المذكورة وعندما أخلى القضاء سبيلها بكفالة مالية أعطاها الحلبي إجازة وعيّن مكانها موظفين في دائرتي المعادلات والإمتحانات. هذا العتب المستقبلي على جنبلاط جاء بحسب مصادر التيار "لأن الحلبي أشاد بشعبان بعد خروجها من السجن ومن ثم أصدر قراره الشهير، وعندما تلقى إتصالاً من مسؤول في تيار المستقبل كان جوابه هيك وليد بيك بدو". بسبب هذا التوتر المتبادل، لم يتصل الحريري بجنبلاط ولم يبادر الأخير الى طلب موعد من دوائر بيت الوسط.
أما بالنسبة الى التيار الوطني الحر فالوضع مختلف تماماً، وما حصل يؤكد بما لا يقبل الشك القطيعة السياسية القائمة بين الحريري وباسيل. هنا تفيد معلومات "النشرة" بأن شخصية قيادية من التيار الوطني الحر إتصلت ببيت الوسط بتكليف من رئيس "الوطني الحر" لطلب موعد لوفد نيابي وقيادي رفيع مع الحريري، غير أن دوائر بيت الوسط لم تحدّد الموعد المطلوب كما حصل مع وفد نواب القوات اللبنانية. وبذلك أراد الحريري بحسب أوساطه توجيه رسالة بالتأكيد على هذه القطيعة السياسية الى شريك التسوية الرئاسية أي جبران باسيل.
نعم، إختلف الأسلوب من حيث الشكل والنتيجة واحدة، عاد الحريري الى لبنان وغادر بعد أسبوع حافل من اللقاءات والإستقبالات من دون أن يلتقي لا وليد جنبلاط ولا جبران باسيل، فهل يؤشر ما حصل للمسار السياسي الذي سيسلكه الحريري بعد عودته المرتقبة الى لبنان والتي من المفترض أن يخوض خلالها إنتخابات 2026 النيابية؟.