رأى عضو تكتّل "لبنان القوي" النّائب جورج عطالله، تعليقًا على ما يُقال عن المواقف الأخيرة لرئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون، ورئيس "التيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، المتعلّقة بـ"وحدة السّاحات" وبفتح جبهة الجنوب تضامنًا مع غزة، أنّ "من الظّلم أن يعتبر البعض أنّ هذه المواقف جاءت متأخّرة، لأنّ باسيل لطالما تحدّث عن هذا الموضوع، خصوصًا حين كان وزيرًا للخارجيّة، إذ كان يعلن دائمًا أنّنا ضدّ انخراط "حزب الله" في معارك اليمن والعراق وفلسطين"، مشيرًا إلى أنّ "في ذلك الوقت، كان عون رئيسًا للجمهوريّة، ممّا يعني أنّه لا يمكن أن يطلق هكذا تصاريح، لذا لا يمكن أن يُقال إنّها إستفاقة متأخّرة".
وأكّد، في حديث صحافي، "أنّنا مع المقاومة ضدّ إسرائيل وضدّ أيّ اعتداء على لبنان من قبلها، أمّا وحدة السّاحات وتحميل لبنان وحده كلّ التّبعات والتّداعيات فهذا مرفوض، مع تأكيدنا على حقّ الفلسطينيّين بدولتهم وبعودتهم إلى ارضهم، لكنّ وضع لبنان اليوم لا يسمح بمساعدتهم، لأنّ الدّولة في وضع مأساوي في ظلّ الأوضاع المعيشيّة والاقتصاديّة الصّعبة".
وعن وضع العلاقة اليوم بين "حزب الله" و"التيّار"، لفت عطالله إلى أنّ "العلاقة متوتّرة والخلاف على المقاربة الرّئاسيّة، كما أنّ الخلاف ليس وليد اليوم بل بدأ منذ العام 2017، حين شعرنا بأنّ الحزب مع الثّورات الخارجيّة، لكن ليس مع ثورة الدّاخل على الفساد"، مبيّنًا أنّه "كان هناك تشديد على ركيزتَين: المقاومة وبناء الدّولة. وفي موضوع مقاومة إسرائيل بالتّأكيد هنالك توافق معه، أمّا في بناء الدّولة فقد رفضوا فتح بعض الملفّات، فيما كانت مواقفهم دائمًا تدعو إلى مكافحة الفساد".
وأوضح أنّ "حزب الله في العام 2018 لم يكن داعمًا لبعض الملفّات الّتي طرحناها، كذلك الأمر في المقاربة الحكوميّة، خصوصًا حين وافقوا على تعيين رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي رئيسًا للحكومة، فيما كانت تجربته فاشلة في الحكم، لكنّهم أصروا عليه ولاحقًا أيّدوا موقفنا".
كما ركّز على أنّ "تغطية حزب الله لأعمال الحكومة بهذا الشّكل، وغضّ النّظر عن التّجاوزات، أدّى إلى تراكم الخلافات أكثر، كما ازدادت توتّرًا إثر مشاركة وزراء الحزب في جلسات حكوميّة أثمرت تعيينات، وكان آخرها تعيين رئيس أركان للجيش، فضلًا عن مشاركة نوّابه في جلسة التّمديد لقائد الجيش".
وعن "تفاهم مار مخايل"، شدّد عطالله على أنّ "هذا التّفاهم سقط وذهب مع الرّيح، وأعتقد بأنّ التّفاهم من الآن فصاعدًا سيكون على القطعة". وعمّا يحكى عن انفتاح باسيل على رئيس مجلس النّواب نبيه بري، ذكر أنّ "زميلي النّائب الآن عون يتواصل مع برّي"، مضيفًا: "نظامنا توافقي ولا حياة ديمقراطيّة حقيقيّة في لبنان، البعض يربح والبعض الآخر يعارض، ممّا يعني أنّ التّوافق دائمًا مطلوب".
واعتبر أنّ "الحلّ يأتي دائمًا عبر الحوار وهو الأنسب، ونحن في "التيار الوطني الحر" لطالما دعينا إليه، لكنّنا كنا نشدّد على معرفة آليّته. ولقد قمنا بانفتاح على مجمل الأفرقاء السّياسيّين، ونشدّد دائمًا على حوار منتج وفعّال، وإذا دعا برّي إلى حوار بهذه المواصفات، فسنعطي رأينا على ضوء ما سيطرحه".